صلاح الجودر 

لقد جاءت جهود وزارة الداخلية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه للإمساك وضبط خلية إرهابية جديدة بعد أن خططت وشرعت في تنفيذ مخططها الإرهابي البشع، واستهداف شخصيات هامة بالدولة، وتنفيذ عملية إجرامية ضد رتل من آليات الأمن العام، والهدف من ذلك كله هو قتل عدد من رجال حفظ الأمن والشرطة، بالإضافة إلى إشاعة الخراب والفوضى في أماكن حيوية في البلاد.

لقد أسفرت التحريات وأعمال البحث عن تحديد هوية أعضاء الخلية الإرهابية في عملية استباقية، فقد كشفت التحريات عن أولئك الإرهابيين الذين قاموا بالتمويل والتخطيط وهم بالخارج والتنفيذ بعناصر بالداخل، وقد تم ضبط الأسلحة والمتفجرات والقنابل محلية الصنع والمواد التي تدخل في تصنيعها وغيرها من المواد التي تشكل الدعم والمساندة لتلك العملية الإرهابية.

المؤسف أن تلك الأعمال سبقتها مرحلة الإعداد التي استلزمت عددًا من السفرات المباشرة وغير المباشرة إلى راعية الإرهاب بالمنطقة (إيران) والتي بلغت أكثر من 66 سفرة تم استغلالها من أجل التدريب على تنفيذ الأعمال الإرهابية والإجرامية، والغريب أن أغلبها أخذت صبغة السفرات الدينية، في محاولة للتضليل، وهي في حقيقتها واجهات لنشاط إرهابي بشع عانت ولا تزال تعاني منه العراق وسوريا ولبنان واليمن.

لقد كشفت التحريات عن تجنيد البعض من أجل القيام بأعمال إرهابية تضر بمصلحة وطنهم ومجتمعهم، والغريب أن هذه الفئة قد باعت ضميرها وانتماءها لمشروع (ولاية الفقية) الإيراني التدميري، ولعل المتأمل في الأوضاع في العراق وسوريا واليمن ليرى بشاعة تلك الأعمال وما خلفته من دمار لتلك المجتمعات حين ولغت فيه الجماعات الإرهابية، إن التخطيط لتلك الأعمال الإرهابية استهدف تجهيز أماكن خاصة لتخزين المواد المتفجرة والتدريب على حمل السلاح، فظلا عن دراسة الأماكن المستهدفة وتحديد الشخصيات المراد اقتناصها لإشاعة الفوضى في البحرين!!

إن تلك الأعمال والخلايا الإرهابية مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والعراقي، ولعل الكشف عن خلية إرهابية في بداية شهر مارس والتي تضم أكثر من 54 عنصرًا إرهابيًا لتؤكد على حجم المؤامرة التي تتعرض لها البحرين، وقد كشفت التحريات عن خلايا وتنظيمات مطلوبة للعدالة تقيم في إيران والعراق وألمانيا، وما الجهود الأمنية إلا دليل عن يقظة رجال الأمن وعملها في مطاردة العناصر الإرهابية، وهي جهود مشتركة بين الأجهزة الأمنية يقودها وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.

إن هذه الخلية والخلايا الإرهابية التي سبقتها تؤكد على أن مخطط تدمير المنطقة أكبر من إحداث فوضى وخراب بالبحرين، وما التخفي تحت شعارات دينية، أو سفرات دينية، أو زيارات دينية إلا إحدى وسائل التضليل، لذا فإن على أولياء أمور الشباب والناشئة عليهم مسؤولية متابعة ومراقبة أبنائهم، وتحذيرهم من الوقوع في فخ تلك الجماعات الإرهابية.