تركي الدخيل
ثامر الميمان، صاحب العمود النحيل شكلاً، الغني والثري مضموناً. بسيط ومتواضع، كاتب الناس، يعيش هموم الإنسان اليومية. كتب زاويته الشهيرة «رزقي على الله»، بها يشاغب ويناكف، ويدافع وينافح، لكنه وبكل حالاته لم يكتب إلا ما يدفع إلى رفع مستوى معيشة الإنسان، وإصلاح الأداء الإداري، والحكومي، والخدمي.


قابلتُه في «إضاءات» وكان كريم نفس، وصاحب سماحةٍ بالعبارة، ولايفوّت الفرصة إن قدحت بديهته نكتةً. لم يستنكف من سؤالٍ أعددته، ولا أراد الهرب من جوابٍ سألته، ورغم انشغاله باليوميات الصحافية، غير أنه لم يهمل الجانب الشعري، وله ديوان «مجموعة أحزان، قصائد شعرية نازفة».

برحيله، رحمه الله، تفقد الصحافة السعودية علامةً فارقةً، بالمقالة المختصرة، والكلمة المكبسلة، والعبارة المكتنزة، عاش محبوباً ورحل محبوباً، كان شجاعاً مع وطنيةٍ راسخة... وإنساناً مع حزنٍ شفيف، بالكاد يختبئ خلف عينيه اللامعتين!