أحمد مصطفى 

مضت القاهرة أمس في مسار مقاضاة دول، لم تسمها، تدعم التنظيمات الإرهابية، بعد أيام من مذبحة الكنيستين، فيما دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه أمس وزير الدفاع القبرصي، إلى «تطوير التعاون العسكري بين البلدين وتعزيزه بما يساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط».

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد خلال حضوره أمس اجتماعاً داخل البرلمان، أن بلاده «تسعى جاهدة الى إبلاغ مجلس الأمن بجميع المعلومات التي تخص ظاهرة الإرهاب، حتى يتمكن من تحديد الدول الداعمة له والممولة لتحركاته». ورأى أن الفرصة ستكون «سانحة لتحديدها (الدول)، بخاصة أن مصر ترأس لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن».

وأشار إلى أن جميع التنظيمات التي تعمق ظاهرة الإرهاب «منشقة عن جماعة الإخوان، وتستقي أفكارها من فكر الجماعة»، داعياً العالم أجمع إلى أن «يعي ذلك»، قبل أن ينتقد «الصمت الدولي تجاه الدعم المهول الذي تتلقاه هذه المنظمات الإرهابية من دعم أسلحة وأموال وسيارات». وتساءل: «هل القوة الاستخباراتية في العالم أجمع لا تستطيع أن تحدد الدول الداعمة للإرهاب والممولة للكيانات الإرهابية؟». ورأى أنه «لا يعقل أن تكون التنظيمات الإرهابية من دون أي دعم من شبكة من الدول تقوم باستخدامها ﻷغراض سياسية في المنطقة». وقال: «سؤال للمجتمع الدولي حول كمّ الأسلحة والسيارات المنتسبة لشركات بعينها في مواقع القتال».

وكان رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال اكتفى في معرض تعقيبه في جلسة أول من أمس، على مطالب النواب بالكشف عن الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية في مصر، بالتأكيد أن «السلطات ستتعاقد مع عدد من المحامين لملاحقة ومقاضاة تلك الدول»، من دون أن يسميها.

وأوضح وكيل اللجنة التشريعية في البرلمان النائب نبيل الجمل لـ «الحياة» أنه لم تحدد حتى الآن آليات اختيار مجموعة المحامين التي ستتعقب الدول الداعمة للإرهاب في المحاكم الدولية، لكنه أوضح أن هؤلاء المحامين «سيكون لهم اختصاصات معينة لملاحقة تلك الدول... وسيتم اختيارهم طبقاً لخبرتهم في القوانين الدولية، ومقاضاة الدول التي تساند الجماعات الإرهابية، وأشار إلى أن لجنته ستبدأ العمل على تشكيل مجموعة من هؤلاء المحامين في أقرب وقت.

في موازاة ذلك، اجتمع أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع وزير الدفاع القبرصي كريستوفوروس فوكايدس، الذي نقل تعازي رئيس قبرص في ضحايا مذبحة الكنيستين الأحد الماضي، مؤكداً وقوف قبرص بجانب مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب. كما ثمن الوزير القبرصي جهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب على المستويات كافة، منوهاً بالخطورة التي بات يمثلها الإرهاب على العالم بأسره، وأكد أهمية دور مصر المحوري في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط كدعامة رئيسية للأمن والاستقرار.

وأشاد السيسي بالعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، وأعرب عن تطلع بلاده إلى مواصلة تطوير التعاون العسكري بين البلدين وتعزيزه بما يساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، بخاصة في ضوء ما يواجه المنطقة والعالم من تحديات غير مسبوقة، وعلى رأسها الإرهاب.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى التباحث حول آخر تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.