بعد أن تسبب الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات الأسد على المدنيين في مدينة خان شيخون، وما تلاه من ضربة أميركية لموقع الشعيرات السوري، في تأزم العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، ظهرت بوادر خلافات بين المكونات الشيعية العراقية بسبب نفس الهجوم، حيث انقسمت تلك المكونات إلى فريقين، أدان أحدهما الهجوم ودعا إلى استقالة بشار الأسد وتنظيم انتخابات فورية، فيما تمسك الثاني بالدفاع عن النظام السوري واستمرار تأييده.


وكان الموقف الأخير لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، لافتا عندما أدان الهجوم الكيماوي، وكذلك دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للأسد بالتنحي، مما يشير إلى وجود تباين في وجهات نظر تلك المكونات تجاه ما يجري في سورية. 

خلافات داخلية
أشار مراقبون إلى أن تلك التحولات تزامنت مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وأضافوا أن ذلك التباين قد يتطور فيما بعد إلى انقسام أكثر عمقا، لاسيما مع تمسك رئيس الوزراء السابق، رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي بدعم الأسد، إلا أن العبادي الذي ينتمي لنفس الائتلاف لم يتردد في إدانة الهجوم الكيماوي. وأشار النائب البرلماني السابق عادل حسين إلى أن تصريح الصدر الذي اتسم بالوضوح وتأكيد تنحي الأسد عن المشهد السياسي يعبر عن تنامي شعور داخل التيار الشيعي بأن النظام السوري فقد شرعيته وبات عبئا على القوى الشيعية، ويلحق أضرارا كبيرة بصورتها، وأن «المصلحة العامة» تقتضي إزالته فورا لحقن الدماء.

تعنت المالكي
أكد حسين أن الانتهاكات المستمرة التي يقترفها نظام الأسد والميليشيات الموالية له ظلت مصدر خلافات كبيرة داخل التحالف الوطني الشيعي، حيث يقود العبادي والصدر تياراً ينادي بالتخلي عن دعمه، فيما يتمسك المرتبطون بإيران وعلى رأسهم المالكي باستمرار الدعم للنظام. وتابع أن العبادي يصدر إشارات بين الحين والآخر بأنه أكثر ميلا للوقوف إلى جانب الموقف الأميركي الذي تتفق معه فرنسا وبريطانيا والدول العربية، أكثر من الميل إلى جانب معسكر روسيا وإيران. ومع تمسك المالكي بموالاة الأسد، فإن التوقعات بوقوع انقسامات داخل ائتلاف دولة القانون، وتحوله إلى أحزاب صغيرة. مؤكدا أن هذه التحولات تكتسب أهمية كبرى لأنها تسبق الانتخابات العامة بوقت وجيز.