أمجد المنيف

مر أسبوع تقريباً، على صواريخ ترامب في سورية، التي قصفت التخبط "الأوبامي"، ثم استهدفت النظام السوري، واستعادت الهيبة الأميركية في المنطقة، كقائد قوي، يحدد مصير الكثير من القضايا، كما كان دائما، قبل أن تحل اللعنة "الأوبامية"، وتعبث في بعض زواياها، وتسلمها للمليشيات والحكومات الإرهابية.

قبل كل شيء، تذكرت مقولة العراقي مظفر النواب: "اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس.. أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه"، وأنا استمع للذين يقللون من حجم الضربة، ويحاولون إيهام "الشعبويين" بأنها مجرد "ضربة بروتوكولية"، مستندين على افتراضاتهم بإشعار روسيا بها قبلا، ولا يعي في السياسية، وتقاطعات القوى، من يفترض ألا يكون هناك تنسيق بينهما، لأن الموقف، ومهما تراه ضعيفا، يجب أن تحترمه، فالصمت لسنوات ست، لا تكسره قرارات "الأمم المتحدة"، وإنما الصواريخ الأميركية.

نظرية المؤامرة، مولودة منذ عقود طويلة، اختفت في فترات ماضية، ثم عادت متوهجة في الفترة الأخيرة، وتحديدا مع التغيرات السياسية التي يشهدها العالم. وهي تقوم بالضرورة على خدمة الضمير، بحيث تبرر لصاحبها، ومروجها، أي شيء لا يريد أن يتفاعل معه، أو يفكر به بعمق، أو لكي لا يقبل بأي شيء منطقي يخالف توجهاته، وهذا ما حدث مع "صواريخ ترامب"، وتحديدا مع أولئك الحالمين بتنصيب "هيلاري"، إلى الآن، حتى بعد فشلها بالفوز.. ودوافعهم معروفة.

لا يجب أن نفترض أن التحول في المشهد السوري سيتغير فجأة، بمجرد قرار توجيه ضربة، الطبيعي أن تتحول الأشياء تدريجيا، خاصة أن أميركا ليست ذات مصالح مباشرة، مع ضرورة عدم إغفال مصالحها بشكل عام، كما أنها تأتي من خلفية قرارات مرتبكة في العراق وغيرها.

رغم كل الحملات الإعلامية والسياسية المناهضة لإدارة ترامب، إلا أنه لا يزال يتخذ قرارات جريئة، أرى صوابها في معظم الأشياء، وحتى لو لم تكن كذلك، فهو على الأقل متسق مع شعاراته، وما يردد، لم يكن مزدوجا، أو صاحب ابتسامات مزيفة. محاولا كسر كل قوالب السياسة والاتصال التقليدية، وهذا كافٍ بالإيمان برغبته في إنهاء الأزمة السورية، وفقا لمواقفه، حتى اللحظة.

وأخيراً.. فمهم أن نتذكر أن الشجاعة التي خلقها جاءت في مدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، وشمس الغد أكثر إشراقاً، وكلنا ننتظر إشعاعات سبتمبر الحارقة. والسلام..