علي بن محمد الرباعي

 ربما لو طلبنا من أحد الناس أن يسمي ابنه (مارون) مثلاً، لن يستجيب غالباً، وقد يرى في هذا الطلب استثارة أو استخفافاً أو دعابة، ولا يلام إن ظن أن تسمية مولود مسلم بهذا الاسم معصية بحكم الثقافة، مع أن الأسماء عن النحويين لا تعلل.

يخفى على كثير من المسلمين أن الأديب العربي المسيحي (مارون عبود) أطلق على ابنه البكر اسم (محمد) حباً في سيدنا رسول الله عليه السلام، وتوقيراً له، وقال في ذلك شعراً منه «عشت يا ابنيَ يا خيرَ صبي، ولدته أمه في رجب، فهتفنا واسمه محمدٌ، أيها التأريخ لا تستغربِ، خفّفِ الدهشةَ واخشعْ إن رأيت، ابن مارون سمياً للنبي، أمه ما ولدته مسلماً، أو مسيحياً ولكن عربي، فالنبي القرشي المصطفى، آية الشرق وفخر العرب».

تساءلت منذ أيام في تغريدة: لماذا لا يدعو علينا أتباع الملل والنحل، وما سر تخصص بعضنا في الدعاء على غيرنا، بينما غيرنا لا يذكرنا بسوء؟.

من الطبيعي أن نعود لتأصيل معاني السلام والخير والحب والجمال إلى الدين الإسلامي باعتباره آخر الأديان السماوية، وأنه جمع أفضل ما في الأديان السابقة، والقرآن كتاب ربنا المقدس الذي نتعبد الله به، فمن أين جاءت قناعات ما يصدر عن المسلمين من إساءات واعتداءات وتطاول كلها بزعم فاعليها باسم الدين؟، وهل من الدين أن نتطاول على مسالم؟، وكيف تسللت هذه المفاهيم الوحشية المنسوبة إلينا؟.

لن نقول إن الخلل في دين جاء لصيانة الأنفس والأموال والأعراض والعقول والنسل، بل في الفهم السقيم والإصرار على التمسك بأقوال من لا يقل شرهم عمن اتخذوهم مرشدين من دون الله.