مبارك فهد الدويله

 ‏مع إعلان النتائج الرسمية لاستفتاء تركيا على الانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، استبشر الإسلاميون ومحبو الديموقراطية وكارهو الدكتاتورية خيراً وتنفسوا الصعداء، لأنهم شعروا أن مسماراً ضرب في نعش العلمانية والقمع المتوقع منها، بالمقابل شعر العلمانيون ومؤيدو القمع للخصوم وتقييد الحريات العامة بضيق في التنفس ونهاية أحلامهم برؤية تركيا تعود إلى العلمانية من جديد!
هذا الكلام لا مبالغة فيه، فالناظر لأحداث السنوات الخمس الأخيرة يشاهد دعم التيار العلماني في المنطقة العربية للأنظمة القمعية، ويؤيد بقوة إلغاء العملية السياسية إن كانت تأتي بخصومهم، حتى بعد إزاحة التيارات الدينية عن السلطة بالقوة القمعية وتحكيم الأنظمة الدكتاتورية لن تسمعهم يطالبون بالديموقراطية والاحتكام للصناديق خوفاً من عودة الخصوم!
اليوم أعتقد الكلام المقبول سماعه من الخليجيين حول الاستفتاء التركي أنه شأن داخلي وخاص بتركيا، ونتمنى أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار ودعمٍ للازدهار في الاقتصاد التركي الذي أبهر العالم وفرض وجوده في الساحة الاقتصادية العالمية، صحيح أنها خطوة جريئة لكنها عندما تأتي من رجل وتيار وحزب جرى تجربتهم خلال السنوات العشر الأخيرة، وكيف حازوا احترام رجل الشارع التركي عنها، نتوقع أن تكون هذه الخطوة إيجابية ولا نستغرب تأييدها من كل محبي الخير والسلام.
البعض قلل من النجاح الذي حققه حزب العدالة والتنمية بحصول الاستفتاء على موافقة 51.3%، ونقول في عالم السياسة والعملية السياسية هذا الرقم نجاح ونجاح فقط، وهي خطوة كافية.
ترامب فاز بنسبة أقل ومع هذا جرى اعتباره رئيس الولايات المتحدة الأميركية الجديد، وبريطانيا انفصلت عن الاتحاد الأوروبي بموافقة مقاربة للنسبة التي وافقت على الاستفتاء التركي.
لذلك نقول مبروك للأتراك، ونعزِّي العلمانيين الذين شاهدوا سقوط آخر معاقل العلمانية الأتاتوركية، ولعل هذا يفسر ما قاله بالأمس وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: اليوم سقط أتاتورك!