جمال زايدة

لماذا لم نقتلع الإرهاب من جذوره حتى الآن ؟ لا بد أن نتأمل المشهد بشكل أكثر عمقا يتجاوز المواجهة الأمنية التى قدمت شهداء، آخرهم ضباط وجنود .. نساء ورجال أمام كنيسة الاسكندرية ما أقصده أن المسألة تذهب بعيدا إلى كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم فى القرى وبعض المدن حيث لا يكتفى من يدرسون بها بتحفيظ القرآن وإنما بتقديم تفسيراتهم المتطرفة للنصوص وهو بالغ الخطورة خصوصا أن مرحلة التأسيس الاولى قبل المدرسة بالغة الأهمية .

لم نقتلع الإرهاب لأن النظام العام فى الدولة لا يطبق القوانين بصرامة : لماذا نتراخى فى مسألة تديين الفضاء العام ولماذا نترك الأفكار المتشددة تتسلل إلى المجتمع بكل سهولة ؟ لماذا نترك الشعارات المتطرفة تبرزها ملصقات على السيارات ؟ لماذا نترك الميكروفونات تدمر آذان المستمعين والكل فى حالة رعب من تطبيق قرار الأوقاف بمنع استخدام الميكروفونات ؟ 

لماذا تركنا التعليم العام يتحول الى تعليم دينى بالتوسع فى انشاء المعاهد الأزهرية؟ ولماذا نهمل تعليم الرياضيات والفيزياء فى مدارسنا وجامعاتنا ؟ 

لماذا نترك الكتاب والمفكرين ضحايا للدعاوى القضائية دون نزع سلطة توجيه اتهام ازدراء الأديان من الأفراد العاديين ؟ 

الدولة تعتقد أنها تحكم السيطرة على مسألة إدارة الأديان لكن للأسف الشديد هناك آخرون لهم اليد العليا فى هذا الشأن .. لدينا فشل واضح والنتيجة ضحايا أبرياء يسقطون كل يوم .

هناك نجاحات أخرى لقواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب القادم من الخارج فى شمال سيناء لكننا فى حاجة إلى دعمهم داخليا .