حمود أبو طالب

تتعرض العلاقات السعودية المصرية لاستهداف ممنهج من قبل جبهتين أو فريقين، هما تنظيم الإخوان بكوادره والمنتمين لفكره داخل مصر وخارجها بواسطة تنظيمه الدولي وأذرعته الإعلامية التي تمارس نشاطها بشكل مباشر أو غير مباشر،

وكذلك بعض المحسوبين على الوسط الثقافي والإعلامي في الشقيقة مصر -وهم قلة- المصابين بشوفينية شديدة وبعقدة الشك في أي شكل من أشكال العلاقة الطبيعية بين البلدين، وإذا كنا نفهم أسباب حنق الإخوان ومحاولاتهم الدؤوبة لتسميم هذه العلاقة، فإنه يصعب استيعاب الدور الضار الذي تمارسه قلة من الإعلاميين دون مبررات أو مسوغات أو استناد إلى معلومات صحيحة، وربما كان تناول بعضهم للحوار الأخير للناطق الرسمي باسم التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن اللواء أحمد عسيري في قناة العربية، عندما أشار إلى بعض المعلومات المتعلقة بدور مصر، ربما كان دليلا إضافيا على عدم استيعاب خطورة مثل هذا التناول في هذه المرحلة الحساسة.

ورغم ذلك، فإن قيادتي البلدين تثبتان باستمرار عدم صحة المزاعم التي يتم بثها بخصوص العلاقة المصرية السعودية، وتؤكدان عملياً تهافت مشروع التأثير عليها، وأنهما أكثر نضجاً وأكبر وعياً بأهمية استمرارها في أفضل حال. وقد كان لقاء الملك سلمان بالرئيس السيسي على هامش القمة العربية الأخيرة رسالة شديدة الوضوح والقوة لمروجي الشائعات، ليأتي الحراك السياسي الخارجي العربي والمصري على وجه الخصوص بعد القمة مباشرة تأكيداً على أهمية التنسيق بين أكبر وأهم قطبين في الساحة العربية.

واليوم تستقبل المملكة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في زيارة دولة مهمة، يرافقه فيها وفد كبير من المسؤولين، وقد ذكر بيان الرئاسة المصرية عن الزيارة أنها «تأتي في إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك، بما يسهم في تعزيز العلاقات المتميزة بين الرياض والقاهرة في مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية». والمتوقع أن يتم خلال الزيارة تفعيل عدد من أوجه التعاون المتفق عليها سواء خلال زيارة الملك سلمان التأريخية لمصر، أو عبر مجلس التنسيق الوزاري المشترك بين البلدين، كما أنه من الطبيعي توقع مزيد من التنسيق والتفاهم حول القضايا الكبرى التي تنشغل بها الأمة العربية، والتحديات والتهديدات والأخطار التي تواجهها.

ستبقى علاقة السعودية ومصر أكبر وأقوى من كل المحاولات لتلويثها بالمغالطات، وعلى كل الوطنيين العقلاء في البلدين من الإعلاميين والمثقفين وقادة الرأي التصدي لتلك المحاولات وكشف عوارها وتحجيم من يقومون بها.