إيناس نور

قبل نحو شهر هدد الرئيس التركى أردوغان بحرمان الأوروبيين من الآمان فى أى مكان يسيرون فيه فى العالم إذا استمر موقف الدول الأوروبية تجاه تركيا . وكان قد أطلق هذا الوعيد لرفض بعض الدول أن يعقد مسئولون أتراك لقاءات على أراضيها لحشد تأييد الجاليات التركية فى تلك الدول لصالح استفتاء التعديلات الدستورية التى تعزز صلاحيات أردوغان وتحكم سيطرته على مفاصل الدولة،وهو ما رفضته تلك الدول لدواع أمنية. وأعقب تهديده وقوع حادث دهس وقتل شرطى أمام البرلمان البريطانى . وقال أردوغان إذا استمرت أوروبا على نفس نهجها فلن يتمكن أوروبى فى أى جزء من العالم من السير بأمان فى الطريق . والأعجب أنه طالب أوروبا باحترام حقوق الإنسان والديمقراطية متهما بعض دولها بالنازية والفاشية. وأعقب ذلك بعض الحوادث الأخرى،و بعد كل حادث تتعرض له المدن الأوروبية استدعى لذهنى وعيد أردوغان حتى مع زعم داعش أنها تقف وراء تلك العمليات.

وأعتقد أنه فى ضوء دعم تركيا للإرهاب وغض الطرف عنه وإمداده بالسلاح تجب مساءلة أردوغان عن أقواله التى يطلقها وليحاسب بحق عن دعمه لجماعات الإرهاب التى لن تستثنيه من لهيبها ،بعد أن ينقلب السحر على الساحر، فتلك هى القاعدة الذهبية التى يغفل عنها المتآمرون. أفضل رد على تلك الجرائم يكون بالتماسك وبالتحرك الجدى للتصدى للإرهاب وتجفيف منابعه بتضافر الجهود الدولية وعدم التهاون إزاء أى مخاطر محتملة. حادث اعتداء الشانزيليزيه فى باريس زاد من رغبة الناخبين الفرنسيين للتوجه اليوم لصناديق الاقتراع ،تحديا للإرهاب وتعزيزا لهيبة دولتهم التى استعانت بـ50 ألف شرطى لتأمين المقار الانتخابية فى مختلف الأنحاء ليقولوا كلمتهم دون أن يفزعهم حقد الإرهاب أو المتآمرين.