مرسى عطا الله

من السابق لأوانه أن يتحدث أحد عن النتائج المحتملة لقمة الرياض التى يحل فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى ضيفا على شقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز ولكن يمكن قراءة مثل هذا الحدث المهم من منظور الفهم لتوافق الرؤى حول عمق الإيمان وصحة اليقين بوحدة المصير وكيف أن التاريخ يشهد لمصر والسعودية معا إنه فى كل الأوقات الصعبة والدقيقة التى واجهت الأمة العربية كان البلدان يملكان تقييما دقيقا للأوضاع وإصرارا على عدم اليأس. 

ويعزز من جدية الاهتمام العربى والدولى بقمة الرياض وانتظار نتائجها أن الكل يدرك بأنه مهما اشتدت الغيوم وتكاثرت السحب تظل العلاقات المصرية السعودية تمثل نموذجا رائعا للاحترام المتبادل والارتفاع فوق الصغائر من أرضية الإدراك لأهمية الحفاظ على الثوابت والروابط التى تساعد على تقوية جدران الصمود للأمة. 

وأيضا فاللحقيقة فإن شعب مصر يتذكر بكل الاعتزاز موقف السعودية وتحركاتها الدبلوماسية النشطة فى الساحة الدولية بقيادة المغفور له الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عقب نجاح ثورة 30 يونيو التى رأت فيها المملكة إنقاذا لمصر وللأمة العربية كلها من خطر مبين. 

لابد أن نذكر أن السعودية وبصرف النظر عن تباين الرؤى بشأن قضايا وملفات عديدة فإنها لم تتردد فى إعلان وقوفها مع مصر فى حربها الشرسة ضد الإرهاب وأيضا إعلان رفضها المطلق لمحاولات الحصار الاقتصادى والتشويش بالفضائيات انطلاقا من فهم وإدراك صحيح بأن ما تواجهه مصر ليس خطرا عليها وحدها وإنما هو خطر على المنطقة بأسرها. 

وإذا كانت كل الدول العربية تنص فى دساتيرها على أن شعوبها جزء من الأمة العربية فإن مصر والسعودية تؤكدان دائما بالأفعال قبل الأقوال إنهما يشكلان الطليعة التى تتقدم الصفوف دفاعا عن قضايا أمتها من المحيط إلى الخليج... وهذا هو سر وجوهر التفاؤل بقمة السيسى وسلمان.