أسماء الحسينى

تؤكد أحداث التاريخ يوما بعد آخر أن علاقات القاهرة والرياض هى علاقات مصيرية لا خيار فيها ولا بديل عنها، وأن أى مساس بها يضر كلا الطرفين،

ومصيره الفشل، حيث ينتصر فى النهاية صوت العقل والحكمة فى البلدين ، لتعود العلاقات إلى مسارها الصحيح. 

وقد كان لقاء الزعيمين السيسى وسلمان فى الرياض الأسبوع الحالى ترجمة لكل هذه المعاني، ذلك اللقاء الذى أضفى روحا إيجابية فى الدوائر الرسمية، وأيضا فى الدوائر الشعبية التى تتطلع دوما إلى علاقة قوية راسخة بين بلاد الحرمين وأرض الكنانة.فى الحقيقة لا يعرف الكثيرون أن هناك نصف مليون سعودى يقيمون بشكل دائم فى مصر، كما لايأبه البعض بحوالى 2 مليون مصرى يعملون فى المملكة، فضلا عن ملايين أخرى تتوافد سنويا على السعودية للحج والعمرة. إن محبة مصر فى قلوب السعوديين لا تدانيها مكانة، وقلوب ملايين المصريين تهفو إلى بلاد الحرمين، وهذه الأواصر الشعبية يجب وضعها فى الاعتبار دائما، لأنها الضمانة الكبيرة التى تربط البلدين. وتأتى أهمية لقاء القاهرة والرياض فى ظل عالم متغير بشكل خطير، مصالح العرب فيه مهددة، فى وقت يتقدم اليمين المتطرف فى أمريكا وأوروبا بشكل مقيت، وتتشوه صورة المسلمين والعرب، وفى الوقت نفسه تستمر الصراعات والحروب بدولنا، وكل هذا يفرض على العاصمتين الكبيرتين معا ضرورة التمسك بما يجمعهما، والبعد عما يفرقهما، فاستقرار وخلاص المنطقة مربوط ومعلق بتلاحم الجهود المصرية السعودية وتوجهها فى الاتجاه الصحيح لخدمة قضايا الأمة العربية.