تصاعدت حدة التوترات في الآونة الأخيرة بين المحافظين والإصلاحيين داخل إيران، في وقت يسعى كل منهما إلى ترويج برامجه الانتخابية، استعدادا لخوض معترك الانتخابات الرئاسية في التاسع عشر من الشهر الجاري. 
وبحسب مراقبين، تكمن حدة الخلافات بين الطرفين حول السياسة الخارجية الإيرانية، ودعم الميليشيات الأجنبية في عدد من دول المنطقة، إضافة إلى تقليل الاهتمام بالداخل، وارتفاع نسب الفقر والعوز في الفترة الأخيرة. 
وكان مؤيدو الرئيس حسن روحاني، شنوا هجوما عنيفا على نظام الأسد، وميليشيا حزب الله اللبنانية، وذلك خلال ندوة علمية عقدت في جامعة تبريز، للترويج لمرشح المحافظين، المقرب من دوائر الحرس الثوري، إبراهيم رئيسي، وحضرها منظر الحرس الثوري، حسن حسابي، وفتح ممثل طلاب الجامعة النار على المحافظين، محملا إياهم الأخطاء التي تعانيها البلاد، وعادّا أن تفاقم المشكلات الداخلية، سببه عدم التفات السلطة إلى أصوات شعبها.

اتهامات صريحة
بحسب وسائل إعلام ايرانية، هاجم الطالب الجامعي سياسة المحافظين منذ عهد أحمدي نجاد، متهما إياهم بتعذيب المعارضين، وقتل الأبرياء، خلال الثورة الخضراء التي حدثت عام 2009، لافتا إلى أن المحافظين يريدون تكرار تجربة نجاد في شخص رئيسي، واصفا سياستهم بالتخريبية، وتعتمد على الاغتيالات وتصدير الحروب التي لا طائل منها. 
وتحدث نشطاء عن امتلاء القاعة بشخصيات سياسية وعسكرية بارزة، وسط تأييد كامل لتصريحات الطالب الجامعي الذي شدد على خطورة استغلال المحافظين مشاعر المواطنين، والتلاعب بالمذاهب والعرقيات، منددا بدعم إيران الكامل لميليشيا حزب الله في لبنان.

صراع السلطة
مع اقتراب السباق الانتخابي، برزت توترات عدة بين المتنافسين، حول منهجية حكم الإصلاحيين وسياستهم الانفتاحية مع الغرب، مما نتج عنها إبرام الاتفاق النووي، كما يواجه المحافظون اتهامات بالتسبب في تهميش دور إيران في سورية، وإعطاء الفرصة لروسيا لفرض نفوذها على الأرض. 
وبحسب مراقبين، يخشى النظام الإيراني من تحركات الطلاب الاحتجاجية، إذ يلعبون دورا مهما في الساحة السياسة والاجتماعية، ويرفض جزء كبير منهم السياسة الخارجية للنظام، ودعم الميليشيات، ويعدّونها استنزافا للاقتصاد الوطني الذي يعاني أزمات خانقة، جراء استمرار العقوبات الدولية المفروضة عليه.

ملامح الصراع
اتهامات متبادلة
الاحتماء بالمرشد
اتهامات للمتشددين
استغلال الحركة الطلابية
تبرير السياسات بحجج مختلفة
التراشق بتهم الفساد
تزايد الانقسام المجتمعي