فهد البندر

دخلت هيئة الترفيه على الخط في مهرجان تتويج الزعيم الهلالي البطل، وهو الأمر الذي أثلج صدور الرياضيين في بلادنا واستبشروا خيرا.

ولم تكن الرياضة في يوم من الأيام بمعزلٍ عن الترفيه، بل إنها أم الترفيه وأبوه، ولقد أنشئت هيئة الترفيه من أجل سعادة الشعب بكل فئاته العمرية، رجالا ونساء، إلا أن المرأة السعودية بحاجة ماسة للترفيه أكثر من الرجل، الذي له مطلق الحرية في فعل ما يشاء إن أراد الترفيه أو الكبت، يستطيع السفر والذهاب إلى الملاعب والصالات الرياضية والمقاهي والمولات، لا تقيّده القيود، ولا تكبحه القوانين ولا الأعراف والتقاليد، بينما تئن المرأة تحت وطأة هذه وتلك، وهي كما أسلفت بحاجة الترفيه كحاجتها للرياضة التي ما نزال نتخبط بين حرمتها عليها وبين كونها أمراً معيباً ترفضه التقاليد والأعراف، وما نزال نشحذ الهمم وننشد الفتاوى لتدلنا على النهج السليم في رياضة المرأة وترفيهها ورفع الكبت عنها وحمايتها من أمراض العصر التي داهمت وتداهم وستداهم جداتنا وأمهاتنا وبناتنا وحفيداتنا وأجيالاً حكم عليها الظلام بأن تعيش فيه.

إن لم تضطلع هيئة الترفيه بواجباتها تجاه المرأة خصوصاً، فهي تسيء إلى نفسها أمام الرأي العام.

ماذا لو أصدرت هيئة الترفيه أو أي جهةٍ تشريعية في بلادنا قراراً يقضي بالسماح للمرأة بحضور مباريات كرة القدم والأنشطة الرياضية الأخرى؟

ألم يكن حضور المرأة في ميادين سباق الفروسية أمراً محموداً وترفيهاً للعائلة السعودية ليس كمثله ترفيه؟

هل ينفرد محمد بن عبدالملك آل الشيخ بما لم ينفرد به سابقوه الذين مروا على هذا الأمر كراماً؟

وهل سيكون لحاملة لواء المرأة في الرياضة السعودية الأميرة ريمه بنت بندر دور في هـذا الشأن؟

أجزم أن السماح للمرأة السعودية بحضور المباريات كبقية نساء الأرض سيجعل بلادنا في مصاف الدول الأولى في الكثافة الجماهيرية لكرة القدم وغيرها من الرياضات، مع وضع القيود والأنظمة الصارمة لحماية العائلات والأطفال من الأذى، والزحام وتسهيل الطرق لهم، وجعل الملاعب والصالات الرياضية بيئات جاذبة، وليس بيئات طاردة كما هي عليه الآن، ولنا في قلة الحضور الجماهيري حالياً عبرةً، حتى في قمم التنافس على المستوى الدولي.

وقفه:

تهدف الرؤية الوطنية 2030 إلى تنويع مصادر الدخل، وصناعة الترفيه من خلال المسابقات الرياضية واحدٌ من أهم مصادر الدخل الذي تنتفع به كل دول العالم بينما نتفرّج عليهم باستحياء، ويقطع شبابنا مئات الآلاف من الأميال لمتابعة حدث رياضي في آخر أصقاع الدنيا متكبدين مشقة وعناء السفر، وما يتبعه من مبالغ باهظة القيمة.

الهلال البطل الثلاثي:

الهلال اليوم بطل لا يضاهيه بطل، وقلّ أن نجد فريقاً يفوز في بطولات موسمٍ واحدٍ بفئاته السنية الأكبر، الفريق الأول والفريق الأوليمبي وفريق الشباب.