أمل السعيد (الرياض )


أكد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى استعداد وزارته للتعاون مع المنظمات غير الحكومية للسعي نحو إيجاد الحلول الرامية إلى معالجة قضايا البيئة والتنمية المستدامة وذلك في إطار مساعي المملكة في ذلك المجال.

وقال الوزير العيسى، في مداخلة له في الجلسة النقاشية بعنوان «التعليم من أجل مستقبل مستدام» في اختتام منتدى «مسك» أمس (الخميس)، إن تأثير التعليم في صناعة الأجيال، وأهميته في الرقي بالمجتمعات، ودور المدارس والجامعات في صناعة مبادرات نوعية تصب في ذلك الجانب، وأن المدارس والجامعات السعودية تمكنت بشكل مباشر من صنع مبادرات نوعية صنعت الفارق في دعم العملية التعليمية، واعتمدت على جهود ذاتية يغمرها الحماس نحو تحقيق المستقبل الواعد للجيل الحاضر والمقبل.

وجاء منتدى مسك بجلسته الثانية بعد المنعطف المهم الذي تشكل خلال العامين الماضيين في أجندة التنمية المستدامة مع تبني أهدافها وتوقيع اتفاقية باريس، والتزام دول العالم بإعادة توجيه اقتصادها نحو تحقيق العدالة، والبيئة المستدامة، وأدارها نائب رئيس لجنة الاتصال بين المنظمات غير الحكومية واليونسكو، باتريك غالود، وتحدث فيها ممثل شباب رابطة الأمم المتحدة بنيويورك كولومبيا خوان بابلو سيلس، ورئيس كرسي اليونسكو في إعادة توجيه تعليم المعلمين بجامعة يورك كندا تشارلز هوبكنز، ورئيس مجلس مكتب السكرتير التنفيذي لدول حوض النيجر جيراد كابور، والعضو المشارك في برنامج المناخ التفاعلي غريس موارا، والشريك المؤسس لمنظمة الآسايا للجميع بتونس سارة تومي.

إلى ذلك، دعا مؤسس موقع ويكيبيديا جيمي ويلز شباب العالم إلى أن يكونوا «جريئين في أفكارهم والعمل على الاستفادة من إبداعهم وعدم الخوف من الفشل إطلاقا»، مشيرا إلى أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تعتبر مبادرة عظيمة لإشراك المزيد من الشباب في بناء مستقبل البلاد. ولفت ويلز -في خطاب ألقاه ويلز خلال اليوم الثاني من منتدى اليونسكو الدولي للمنظمات غير الحكومية، الذي تنظمه وتستضيفه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» في الرياض-، إلى حاجة المجتمعات لتشجيع الشباب على تحمل المخاطر تجربة أفكار جديدة، والثقة في قدراتهم على تحقيق النجاح من خلال الفشل.

وسلّط ويلز الضوء على بعض الإخفاقات التي واجهته، بما في ذلك فكرة تقديمه لقائمة عبر الإنترنت في العام 1996، وصولا إلى إنشائه لمحرك بحث أطلق عليه اسم «The Three Apes»، إلى أن وصل إلى إطلاق موقع ويكيبيديا. وقد أصبحت الموسوعة الإلكترونية التي يتم تحريرها عن طريق مجتمع الإنترنت الآن خامس أكبر موقع إلكتروني من حيث عدد الزيارات في العالم.

وانخرط 139 شابا وفتاة سعوديين، في العمل التطوعي الخيري للمشاركة في تنظيم منتدى اليونسكو للمنظمات غير الحكومية الذي اختتم أنشطته أمس في الرياض، في خطوة دأبت عليها «مسك الخيرية» فيما تنظمه من أنشطة وفعاليات، مواكبة لرؤية المملكة 2030، فيما يتصل بتطوير المجال غير الربحي وزيادة فاعليته.

وأعلنت «مسك الخيرية» نتائج جائزتها العالمية للمنظمات غير الحكومية، والتي تهدف لإبراز وتمكين المشاريع التي تصنع التغيير الإيجابي في المجتمعات، وفازت بالجائزة منظمة واتر يوث نتوورك التي تهتم بربط مبادرات الشباب في مجال توفير المياه النقية للمناطق التي لا تتوفر فيها مياه، عن طريق توفير قاعدة بيانات لجميع المنظمات والمبادرات والأفراد المهتمين بهذا المجال، ليتمكنوا من التواصل والتعاون لإيجاد مختلف الحلول الممكنة. وحرصت لجنة التحكيم للمسابقة على اختيار أكثر المشاريع أو العروض تميزا من بين المنظمات غير الربحية العاملة في مجال تشجيع الشباب على قيادة التغيير الاجتماعي إيجابيا، إذ سيحصد المشروع الفائز على تمويل نقدي 112500 ريال (30 ألف دولار)، بعد أن تقدمت 70 منظمة ومؤسسة غير حكومية على الجائزة.