خالد بن عبدالعزيز العتيبي

موجة هبوط جديدة لأسعار النفط سجلت في الأيام الماضية، واقترب خام برنت من ملامسة الحاجز النفسي المتمثل في 50 دولاراً، ومن المحتمل أن يكون قد هبط دونه أمس، وأن يزداد اضطراب الأسعار في الفترة القادمة في حال أفصحت الإحصائيات المقبلة عن زيادة في إنتاج الولايات المتحدة وارتفاع لمخزوناتها النفطية.

هناك نجاح حققته الجهود التي بذلتها منظمة أوبك في السيطرة على أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج بالتحالف مع دول خارج المنظمة، لكن ذلك النجاح كان محدوداً، ولم يكن محدوداً فحسب، بل إنه لم يعد ملموساً على أرض الواقع بالرغم من أن الالتزام بقرار الخفض فاق الـ 100بالمئة من قبل جميع المنتجين داخل وخارج أوبك؛ حيث لم يكن له مفعوله في الحد من الانخفاضات الحالية.

أسعار النفط تتخذ حالياً منحى هبوطياً وتقترب من أدنى مستوى لها في ستة أسابيع، ولن أبالغ إذا ما قلت إن تمديد خفض الإنتاج في الاجتماع القادم لن يحد من مثل ذلك التراجع، إلا في حال تم زيادة الحصص التي سوف يتم تخفيضها، وفي هذا الإجراء تنازل كبير عن حصصها لصالح آخرين ومنهم الولايات المتحدة، فالسعي إلى تمديد المنظمة وحلفائها اتفاقها لمدة ستة أشهر أخرى لن يكون سوى مهدئ مؤقت سوف تزول آثاره كما زالت آثار التخفيض السابق.

فكل المؤشرات الحالية تدل على أن الجهود التي سوف تقوم بها دول أوبك وحلفائها سيتم تقويضها من خلال خطط زيادة الإنتاج الأميركي التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي، فالإنتاج الأميركي الذي ارتفع إلى 9.29 ملايين برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهو الأعلى منذ أغسطس 2015، ليس بعيداً أن يرتفع بكميات أكبر في الفترة القريبة المقبلة.

إذا العقبات التي سوف تواجه دول أوبك وخارج أوبك في اجتماع فيينا المقبل في 25 مايو الجاري كثيرة ومؤلمة، ومنها توجهات الولايات المتحدة الجديدة في دعم الصناعة النفطية والسعي لزيادة الإنتاج، وقد لا يساعد ذلك في احتواء فوضى أسعار عالمية سوف تندلع مجددا، وليؤثر بالتالي على الدول المنتجة المضي في خططها الاقتصادية وبرامجها التنموية ويفضي إلى هبوط أسواقها المالية.

أمام تلك العقبات، فإن الاجتماع المقبل لن يكون كغيره من الاجتماعات السابقة في حال أظهر تغيراً متكافئاً في حلول ضبط الأسعار ومتواكباً ومتوازناً مع المتغيرات المستجدة.