جاسر عبدالعزيز الجاسر

 الحوار التلفزيوني الذي تحدث فيه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كان مركز اهتمام وتتبع العديد من الجهات والمراكز الدولية والإقليمية والمحلية.

الحديث متشعب ومتعدد وتناول العديد من القضايا، ولاشك أن العديد من الدوائر الإقليمية والدولية كانت ناصتة جيداً وتتبع كل كلمة أدلى بها الأمير، أما محلياً فقد خرج المواطن مرتاحاً جداً لما تناوله الحديث، وسمعت شخصياً من أب متوسط العمر قولاً موجزاً يوضح أهمية أقوال الأمير، بقوله «الآن أصبحت مطمئناً على مستقبل أبنائي»، قال ذلك وكنا في مجلس يضم نخبة متنوعة من المثقفين وأساتذة الجامعة ورجال الأعمال وبعض الموظفين، التقينا لمتابعة الحديث بعد الإعلان عن موعد بثه.

مجلسنا الذي ضم خليطاً متنوعاً من السياسيين والاقتصاديين والمثقفين ورجال الأعمال، كان الغالب عليه الارتياح لما سمع، وقد تم تبادل آراء كثيرة أثناء كل فترة توقف لبث الحوار، وقد دونت تعليقات من حضر، وأضفت عليها ملاحظاتي كمحلل سياسي، تاركاً محاور الحوار الاقتصادية والتنموية والمحلية للمختصين كل في اختصاصه.

المحور السياسي في الحوار تناول أربعة أبواب رئيسية، هي أساسية في هذه المرحلة، وكل سعودي استمع لحوار الأمير كان ينتظر معرفة الموقف السياسي للمملكة تجاه تلك الأبواب الأساسية، وهي:

1- العلاقة مع نظام ملالي إيران وإجابة الأمير كانت بقدر ما هي واضحة ومباشرة كانت صادقة جداً وبمنتهى الشفافية دون مواربة، وبلا محسنات بلاغية، أوضح استحالة التعامل مع نظام يعتمد أيديولوجية التخريب والإرهاب لغرض التمدد والتوسع وفرض النفوذ، ويرتكز على اعتقاد غيبي ووصية شخص متضخم ذاتيا بالحقد والكراهية ضد المسلمين الحقيقيين والعرب كل العرب.

ورثة خميني والمؤمنون بوجوب تحقيق وصيته بالانتقام من العرب حملة رسالة الإسلام يعلمون أن المسلمين كافة -سوى نفر قليل ممن تأثروا بالتفسير المنحرف لملالي إيران ومن يتبعهم جميعهم- قد عقدوا لواء القيادة والريادة للمملكة العربية السعودية وقيادتها، لمعرفتهم ومتابعتهم لما تقوم به هذه البلاد وقيادتها وشعبها من خدمة للدين الإسلامي وللمسلمين كافة، وتفانيهم جميعاً قيادة وشعباً لخدمة المقدسات الإسلامية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وبذل أقصى ما يمكن لخدمة ضيوف الرحمن، وبهذا فإن ملايين المسلمين يقفون دائماً إلى جانب المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها ضد محاولات ملالي إيران للنيل من هذه البلاد المقدسة.

وبما أن الملالي وأتباعهم يعون تماماً مدى تعلق وحب المسلمين بهذه البلاد المقدسة، لذلك فإن كل خططهم وأهدافهم هو النيل من هذه البلاد وقيادتها وشعبها، بل كل ما تقوم به أذرعها الإرهابية من أعمال إرهابية ومحاولات السيطرة والهيمنة ومد النفوذ في البلدان العربية المجاورة هدفه الأساسي هو إضعاف المملكة العربية السعودية ومحاصرتها من خلال تطويقها بأنظمة معادية تحكم وتدير تلك البلدان العربية لصالح ملالي إيران وتحقيق أطماعهم وتنفيذ ما تضمنه دستورهم العدائي الذي يفرض حكماً طائفياً وعنصرياً ويتضمن بنوداً لا تتيح فقط التدخل في الدول المجاورة، بل تفرض ذلك التدخل بغرض مد وفرض التوجه المذهبي والعنصري، وهو ما نجده في بعض البلدان العربية التي سقطت في دائرة النفوذ الإيراني والسعي إلى تحقيقه في دول أخرى مثلما نراه في اليمن خلال ما تقوم به مليشيات الحوثي، ومليشيات حسن نصر الله في لبنان.

مثل هذه الدولة التي يتحكم في مصيرها حفنة من الطائفيين العنصريين الذين لا يخفون سعيهم إلى فرض معتقداتهم المنحرفة كيف يمكن أن يكون معها تعامل وتعاون وفق المعايير الدولية المعتادة وهم الذين يصرون دائماً على خرقها.