تركي الدخيل

 طوال الشهور الماضية تحدّث الكثيرون عن «خلاف مفترض» بين السعودية ومصر، حتى حسمها الأمير محمد بن سلمان، بأن «العلاقات مع مصر صلبة».

ليس سراً أن السعودية ومصر، لديهما رؤى مختلفة حيال بعض الملفات، وهذا معروف، وأؤكد على كلمة «بعض»، ذلك أن الغارقين بالأوهام احتفلوا بالتباين واعتبروه نواة «قطع علاقات»، بينما هو اختلاف وليس «خلافاً».

لدى مصر رؤيتها للأزمة السورية، وهي غير الرؤية السعودية، وهذا يعرفه الكل، لكن التباين بملف أو ملفين، لا يعني ترك التعاون بمئة ملف تشكل موضع اتفاق!

في عزّ الهجوم الإعلامي المنفلت، أعلنت مصر استمرار عملياتها مع التحالف العربي، لإعادة الشرعية باليمن، منددةً بالأدوار الإقليمية الشريرة، وهي عضو مؤسس للتحالفين العربي، والإسلامي.. ما جرى في الصحف شيء، وما يجري حكمةً ووعياً بين القيادتين شيء آخر.

مصر والسعودية جناحا العالم العربي، والحكمة دائماً بين أي بلدين شقيقين تقوم على «تنظيم الخلاف»، إلى حين زوال مبررات وجوده.

الاختلاف أمر طبيعي، الوجه الغريب أن يتم تضخيمه!.