فيما نشرت روسيا بنود مبادرتها التي تقدمت بها خلال جولة أستانة4، لإقامة مناطق «منخفضة التصعيد»، في سورية، لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد والتطبيق في كل أنحاء البلاد، تساءل مراقبون عن أسباب اختلاف التسميات حول المناطق الآمنة بين الدول الراعية للاتفاق، حيث تطلق عليها موسكو «مناطق منخفضة التصعيد»،

وهو ما فسره مراقبون بأنه مؤشر لاحتمال شن عمليات محدودة في فترات متقطعة، بينما تسميها أنقرة «مناطق خالية من الاشتباكات»، لإلزام روسيا والنظام بوقف عملياتها العسكرية، وتتمسك واشنطن بمصطلح «المناطق الآمنة»، حسب ما أشار إليه الرئيس دونالد ترمب، بمجرد وصوله البيت الأبيض، بما يعني حظر الطيران وحماية المدنيين.

مصالح مختلفة
أشار محللون إلى أن واشنطن ترى في المناطق الآمنة فرصة لإقامة منطقة حظر جوي، تمنع فيها تحليق الطائرات الروسية والسورية، لحماية المدنيين، مشيرين إلى أنه في نهاية المطاف، ستساعد هذه المناطق الفصائل المسلحة على التقدم والضغط على النظام في المناطق التي تقع تحت سيطرته، وهو ما ترى روسيا أنه يمثل تهديدا لمصالحها. وفي المقابل، ترى تركيا أن استخدام مصطلح المناطق الآمنة يمهد لإقامة كيان منفصل محاذ لحدودها الجنوبية، ومهدد لأمنها القومي، حيث استخدمت مصطلح مناطق خالية من الاشتباكات لتحييدها وجعل دورها يقتصر على وقف إطلاق النار، بهدف السماح للاجئين بالعودة إلى الأراضي السورية، ووقف تدفقهم إلى أراضيها. كما يرى خبراء أن أنقرة تحاول السيطرة على هذه المنطقة ما أمكن، منعا لاستحواذ الميليشيات الكردية عليها واستخدامها ورقة ضغط تهدد مصالحها الاستراتيجية، عبر التمدد بين شرقي نهر الفرات في عين العرب وتل الأبيض، ووصولا إلى مناطق شمال غرب سورية.

مآرب خاصة
أشارت مصادر إلى أن روسيا وإيران والنظام السوري اختارت مصطلح تخفيف التصعيد، لإعطاء فرصة لفصائل المعارضة بالاستسلام وإلقاء الأسلحة، والخروج من المناطق والمحافظات المتنازع عليها، بشرط عدم وجود عائق يمنع تحليق الطائرات.

دراسة المقترحات
أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أمس، أن بلاده تدرس بعناية اقتراح روسيا إقامة مناطق لتخفيف التصعيد في سورية. وقال في تصريح صحفي «لكل حرب نهاية، ونسعى منذ وقت طويل إلى كيفية إنهاء هذه الحرب، وسننظر في الاقتراح لنرى ما إذا كان قابلا للتنفيذ». إلى ذلك، يلتقي وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، غدا، نظيره الروسي، سيرجي لافروف، الذي يزور واشنطن، لبحث أزمتي سورية، وأوكرانيا.