مريم الصغير (الرياض)


أكد لــ«عكاظ» عدد من الدبلوماسيين أن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمملكة كأول محطة في زياراته الخارجية، دليل على نجاح الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإيمانا بالدور المحوري للمملكة في المنطقة وإمكانياتها ونيتها الصادقة في مكافحة الإرهاب، ما جعل العالم ينظر اليها بثقة، ويراها مفتاحا للسلام في المنطقة.

حامية المقدسات

وقال السفير الفلسطيني في المملكة باسم عبدالله الآغا، إن اختيار المملكة كأول محطه للرئيس ترمب يؤكد مكانة المملكة، خصوصا أنها قبلة المسلمين والقلب النابض للعالم الإسلامي، وهذا الجمع بين المكان والمكانة له ثقل في مواجهة الإرهاب والفتنة والقتل والدمار.

وأضاف أن هذا الاختيار يعطي أيضا للعالم العربي ثقلا في مواجهة كل من يبطن الشر للوطن العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن الجميع يثقون بأن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة وبقوة، من منطلق أن السكوت عنها يعطي مجال لمن يريد أن يتاجر بها ويجند الشباب باسم فلسطين وباسم الإسلام وباسم القدس.

وأبدى تفاؤله بنجاح الزيارة وتحقيقها لجميع أهدافها، متمنيا أن يفي ترمب بما وعد به لحل قضية فلسطين، وأن تنصاع إسرائيل للقانون الدولي «لأننا نتوق لعملية السلام، ونتمنى للمبادرة العربية النجاح».

وأشار إلى أن موقف المملكة هو موقف الفرسان في حماية المقدسات وحماية الأمن القومي العربي من كل من يحاول اختراقه.

ووجه الآغا التحية للقيادة السعودية على مواقفها الخالدة والنبيلة تجاه فلسطين والقدس المحتلة، وقال إن مواقف الملك سلمان ستبقى ساكنة في أعلى مقامات الذاكرة الفلسطينية، موجها التحية لفرسان الحد الجنوبي لحمايتهم الأمن القومي العربي، والذود بأرواحهم لحماية المقدسات.

داعمو الإرهاب قلقون

من جانبه، قال السفير الأفغاني لدى المملكة سيد جلال إن زيارة ترمب للمملكة كأول محطة خارجية له، دليل على نجاح الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين.

وأضاف جلال أن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين تأخذ زمام المبادرة في محاربة الإرهاب والتطرف بكافة جوانبها، فأسست التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وأثبتت لأمريكا والعالم أهمية ومكانة المملكة وقدرتها الدبلوماسية في توحيد الرأي العام والدول الإسلامية في مكافحة الإرهاب والمنظمات والدول التي تساندها.

وتمنى جلال أن تؤطر القمة الإسلامية العربية الأمريكية التي ستعقد في المملكة أسس التعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، وأن تؤكد على أن الدين الإسلامي دين وسطية واعتدال وليس له صلة بخوارج هذا العصر.

وأشار جلال إلى أن اختيار الرياض للبدء في إستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب يعود إلى أن المملكة كانت من أوائل الدول التي تضررت من الإرهاب، وكانت سباقة في محاربة هذا الداء، ومن أوائل الدول التي طالبت المجتمع الدولي بأخذ خطوات جدية لمكافحته وتبادل الخبرات، وأثبتت نجاحها بامتياز داخليا في مكافحة الإرهاب مما وضعها في مكانة عالية لدى دول العالم.

وأضاف: لا شك أن جهود ولي العهد الأمير محمد بن نايف وحكمته ودوره الحازم في مكافحة الإرهاب والتنسيق مع دول عديدة و تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في المملكة ونظرائها في الدول الأجنبية كانت سببا رئيسيا لإحباط عديد من الأعمال الإرهابية في الدول الأوربية والأمريكية باعتراف زعماء تلك الدول.

زيارة الرسائل المهمة

أما وكيل وزارة الخارجية اليمني الدكتور منصور بجاش، فأكد أن اختيار الرئيس الأمريكي ترمب للمملكة، جاء تقديرا للدور المحوري الذي تلعبه على مستوى العالم العربي والإسلامي، لافتا إلى أن ارتباط المملكة بعلاقات قوية مع أمريكا يرتكز على جوانب اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، خصوصا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، وباعتبار أن المملكة دولة فاعلة وشريكة في تحريك عملية السلام.

وقال إن دور المملكة مؤثر في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم العربي والإسلامي، موضحا أنها تعتبر مفتاح السلام في المنطقة وفي قضية الصراع العربي الإسرائيلي.

ورأى بجاش أن أمريكا تريد من هذه الزيارة إرسال عدة رسائل، منها أن أمريكا لا زالت عنصرا مؤثرا في المنطقة، وتسعى لإحياء شراكتها مع الدول العربية والإسلامية من خلال المملكة.

وأشار إلى أن المملكة تسعى لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة، من خلال دعمها لليمن ووقوفها في وجه الأطماع التخريبية للملالي، ومن هنا تأتي أهمية الزيارة التاريخية للتنسيق بين أمريكا والمنطقة بشكل عام والمملكة بشكل خاص، لكبح هذا النفوذ الشيطاني الذي اكتوت اليمن بناره.