ناهد باشطح

فاصلة

((أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))

- حكمة صينية -

زيارة رئيس أكبر دولة للمملكة حدث يفرض نفسه على وسائل الإعلام التي بدورها تجعله حديث الناس.

وقد حرص رؤساء الولايات المتحدة على مدى التاريخ على عدم زيارة دول الشرق الأوسط في جولاتهم الأولى عقب تنصيبهم، بينما ستكون المملكة هي المحطة الأولى للرئيس دونالد ترامب قبل أي دولة بالعالم، ما يعد خروجاً على ما اعتدناه من الرؤساء الآخرين.

من هنا يبرز تساؤل كبير عن دور الإعلام المحلي في التعامل مع هذا الحدث؟

وهذا لا يعني أن وزارة الثقافة والإعلام هي المسؤولة فقط فلدى كل مؤسسة إعلامية خاصة أو حكومية مسؤولية التعامل مع هذا الحدث، كما أن كل من ينتسب إلى مهنة الإعلام عليه إدراك كيفية استثمار هذا الحدث لتشكيل الصورة الذهنية الحقيقية عن بلادنا، إذ لا يخفى على أي إعلامي حجم التضليل الذي يمارسه بعض الإعلام الغربي والعربي تجاه صورة المملكة، إضافة إلى الذهنية الغربية التي تأسست على نمطية بلاد الشرق، لكن العالم اليوم يظهر أن الحقائق والمعلومات هي المحك وليس هناك تأثير أقوى من المعلومات وتطور أدوات نشرها عبر وسائل الإعلام.

زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية تحمل أبعادًا مختلفة؛ فالبعد السياسي الجديد يظهر في استراتيجية أقوى من العهد السابق حين رأس أوباما أمريكا، كما أن الأبعاد الثقافية تلقي بظلالها على البعد الاقتصادي؛ إذ لا يمكن لدولتين مثل السعودية وأمريكا تجاهل أهمية اختلاف ثقافة الدولتين، وبالتالي التعامل وفق الاختلاف وليس الخلاف والتضامن وفق صد الأخطار المحيطة بالمنطقة للمصلحة العامة.

كما أن تشكيل الصورة الذهنية للمملكة بأبعادها الحقيقية من خلال ضخ المعلومات الصحيحة عن ثقافتنا - بعد ما لحقها من تشويه إعلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما تتعرض له حاليًا من هجوم إعلامي- سيشجع على تنشيط الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية ليست مع أمريكا وحدها بل مع دول العالم أجمع؛ فالمملكة لها كيان مؤثر في قضايا المنطقة وبما تملكه من مقومات دينية وثقافية تستطيع أن تكون مواجهة للتطرف والإرهاب وقائدة للسلام.