سعيد السريحي

المبادئ والمصالح تنسج العلاقات بين الدول وكلما تقاربت المبادئ وتعددت المصالح ازدادت العلاقات متانة، وبين أمريكا والسعودية مبادئ متقاربة ومصالح مشتركة تمتد بجذورها إلى اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس والرئيس روزفلت وزادتها التحديات الراهنة صلابة، وهي مبادئ يمكن اختصارها في إرادة السلام المبني على القوة، السلام والتسامح الذي لا يمكن للخصوم أن يعتبروه ضعفا ولا يغري الطامعين بالتدخل في مقدرات الوطن وتوجيه سياساته، ولذلك فإن صرامة التوجه السياسي للرئيس ترمب وحرصه على استعادة الدور الأمريكي في العالم كرس مبدأ القوة في السياسة الأمريكية وسياسة الحزم التي اعتمدها الملك سلمان وخاصة في وقوفه مع الشرعية في اليمن وتصديه للأطماع التوسعية لإيران، إذا كان ذلك هو ما تتسم به سياسة الزعيمين لا يصبح من المستغرب أن يؤسس ذلك لحقبة متينة من العلاقات المتبادلة ويمهد لتحقيق ورعاية المصالح المشتركة.

تمثلت المصالح المشتركة في جانبين أولهما مواجهة الإرهاب الذي عانى منه كلا البلدين والذي حرص البلدان على مواجهته، الإرهاب سواء تمثل في داعش والقاعدة أو في التنظيمات والميليشيات التي ترعاها إيران وتتخذها وسيلة لزعزعة استقرار المنطقة، وثانيهما الاتفاقات العسكرية والاقتصادية بين بلدين يتطلعان لاستثمارات متبادلة تعزز العلاقات بينهما وتمكن كليهما من تحقيق تنمية أفضل وتوازن اقتصادي يسهم في استقرار البلدين وتوفير فرص وظيفية لأبنائهما.

زيارة ترمب للمملكة زيارة تكريس للمبادئ وتعزيز للمصالح لا يماري في ذلك إلا من يجهلون كيف تبني الدول علاقاتها وتحقق أمنها وترعى مصالحها، أو أولئك الذين تضيق صدورهم بكل خطوة تعزز مكانة المملكة وتزيدها قوة وصلابة.