فاروق جويدة

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا وصريحا وهو يتحدث أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى الرياض. لقد شخص القضية ووضح أهم جوانبها وان الإرهاب لم يعد يهدد وطنا أو شعبا ولكنه يهدد البشر جميعا باختلاف عقائدهم وأفكارهم وأوطانهم. ولعل هذا ما تحدث عنه الرئيس السيسى فى أولى المواجهات بين جيش مصر وخلايا الإرهاب فى شمال سيناء .. لقد حدد الرئيس السيسى جوانب القضية فى عناصرها الأساسية وهى الفكر لأن الإرهاب تحكمه ثوابت فكرية شوهت الإسلام الدين والعقيدة وغررت بجموع الشباب لكى ينضموا إلى هذه المنظومة الفاسدة..ومع الفكر تأتى قضية التمويل والسلاح وتجنيد البشر وهناك للأسف الشديد أنظمة سياسية ومجتمعات تحتضن الإرهاب والإرهابيين وتقدم لهم كل وسائل الدعم والحماية بل إن هذه الدول توفر الحماية السياسية لهذه الحشود وتضمن لها وسائل الهروب والانتقال والإقامة .. وأكد الرئيس السيسى أن الإرهاب هو الإرهاب وإن تغير فى صورة جماعات أو فصائل وان المواجهة لا بد أن تتصدى لكل ألوان هذه الحشود.وتحدث الرئيس عن تجربة مصر فى الحرب ضد الإرهاب وان هذه المواجهة هى الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الدولة الوطنية بأركانها ومؤسساتها ومقوماتها الفكرية والأمنية وان دعوته لإصلاح الخطاب الدينى من خلال مؤسسة عريقة هى الأزهر الشريف، لأنه يرى أن المواجهة الفكرية من أهم عناصر المعركة مع الإرهاب .. وأكد الرئيس أن العالم لا بد أن يحاصر مصادر تمويل الإرهاب وتجنيد البشر. وفى كلمته أكد الرئيس أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية العرب الأولى وان الإرهاب يستمد وجوده من هذه القضية ولا حل لها إلا بعودة الحق للشعب الفلسطيني.. كانت كلمة الرئيس حاسمة وهو يوضح أمام العالم أن الإرهاب خطر على البشرية كلها، لأنه يهدد الحاضر والمستقبل ولأنه يشوه صورة دين عظيم قدم للإنسانية أروع النماذج فى البناء والحرية والتسامح.. إن تجربة مصر فى مواجهة الإرهاب وقد دفعت فيها الدم والمال والأمان درس لمن أراد أن يضع نهاية لهذه المأساة التى أطاحت بالعرب والمسلمين شعوبا وأوطانا.