وحدة معلومات أميركية (الوطن)

وحدة معلومات أميركية (الوطن)

 

موسكو: أشرف الصباغ

 

فيما لا تزال قضية التجسس الإلكتروني الروسي ضد الولايات المتحدة تتخذ أبعادا متباينة، كشفت موسكو، ولأول مرة، بشكل ضمني عن إمكانية أن تكون هناك هجمات إلكترونية تم توجيهها إلى الولايات المتحدة من داخل الأراضي الروسية. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الولايات المتحدة لم تستخدم بعد، تقريبا ولا لمرة واحدة، الآلية القائمة بين البلدين للإبلاغ عن الهجمات الإلكترونية، وذلك في ضوء الاتهامات الأميركية لروسيا بتنفيذ الهجمات الإلكترونية، مشيرة إلى أن هذه الآلية موجودة بين الولايات المتحدة وروسيا.

آلية خاصة 
قالت زاخاروفا في تصريحات إعلامية «إنه تم تفعيل هذه الآلية في عهد الإدارة السابقة، ولدينا آلية خاصة لإبلاغ بعضنا البعض، إبلاغ العاصمتين بشأن الهجمات الإلكترونية». ولفتت إلى أنه على الرغم من وجود هذه الآلية، في الواقع لم يتم استخدامها، مشيرة إلى تصريحات عديدة على لسان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزيري خارجيته هيلاري كلينتون وجون كيري، ولكن لم يتم عمليا استخدام هذه الآلية ولا مرة واحدة. يذكر أنه بموجب هذه الآلية، فإنه في حال ظهور مخاطر، على سبيل المثال، بوقوع هجوم إلكتروني ما يجري تنفيذه من أراضي روسيا، فعلى الأجهزة الخاصة الأميركية إبلاغ الطرف الروسي وتزويده بالبيانات الفنية اللازمة لوصف الهجوم، وبالعكس، على الجانب الروسي اتباع نفس الخطوات في حالات مماثلة.

التجسس الإلكتروني
حسب تقارير فإن هذا الكشف هو الأول من نوعه منذ اندلاع أزمة التجسس الإلكتروني الروسي على المؤسسات الأميركية، والذي كانت روسيا تنكره جملة وتفصيلا، وتطالب بأدلة دامغة على وقوعه، لافتة إلى أن تصريحات الخارجية الروسية الحالية، تشير إلى مرونة في موقف موسكو بالإقرار بإمكانية وقوع عمليات تجسس إلكتروني من الأراضي الروسية على الولايات المتحدة، ولكن الأخيرة لم تبلغ موسكو، وهو ما يُعَد اعترافا ضمنيا بوقوع عمليات تجسس إلكتروني. من جهة أخرى، قال مراقبون إنه من المستبعد أن تعترف موسكو علنيا بواقعة التجسس الإلكتروني، أو تعلن عن جهات أو أفراد روس مسؤولين عن ذلك.