عبدالسلام الثميري

أصبحت موائد الإفطار التي تنصب في الطرقات والمساجد والجمعيات الخيرية في المملكة، عادة سنوية اعتاد عليها السعوديون مع إطلالة شهر رمضان المبارك، لاستقبال الضيوف من العمالة والمغتربين ليتجمع الصائمون على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم ولغاتهم.
ويحرص السعوديون على الإسهام في هذه الموائد، وذلك من خلال إسهامهم إما بالمال، وإما بما تصنع بيوتهم من مأكولات ومشروبات شعبية، وذلك في أسمى الصور التي تعكس قيم الإسلام الجميلة من التآخي والأخوة والتراحم في شهر الرحمة.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها حرص الجمعيات الخيرية وأئمة المساجد على الإشراف على هذه الموائد، بمشاركة عدد من المتطوعين من أهالي الحي بتجهيز هذه المخيمات بالإنارة والتكييف والسجاد، ووضع اللوحات الإرشادية التي تشير إلى أن المسجد يستقبل الصائمين.
ويشارك شباب سعوديون متطوعون في استقبال الوجبات وتوزيعها على العمالة في المخيم، وإن المخيمات مجهزة بالتكييف والإنارة، والوجبات المغلفة، ويعطى كل صائم وجبة خاصة له، تشمل التمر واللبن والعصير والماء والوجبة الرئيسة، مع تخصيص عمالة لتنظيف المكان بعد الإفطار. 
وأكد مشاركون في الجانب التطوعي والخيري أن مشاريع إفطار الصائمين سجلت تطوراً محكماً في التنظيم والترتيب، خلال السنوات الماضية، فالمكان أصبح أكثر تجهيزاً من السابق لاستقبال الصائمين، ومثله فوجبات الإفطار أصبحت تعد بحسب الأعداد الموجودة في المخيم، دون إسراف أو تبذير، إضافة إلى أن كثيراً منها بدأت تستقطب بعض الجهات الحكومية لتوعية الجاليات.
وقال الشيخ عبدالإله البراهيم أحد المشرفين على مشاريع تفطير الصائمين في الرياض، إن خيام الإفطار التي تقدم في الأحياء هي أحد المبادرات المجتمعية التي يقدمها أهالي الأحياء، ويشاركون فيها أبناء الحي، مشيراً إلى أن مشاريع الإفطار تشهد تطوراً ملحوظاً عن الماضي، من حيث الإعداد والترتيب لهذه المشاريع، فالوجبات مجهزة مسبقاً، حيث لا يكون هناك نوع من التبذير والإسراف، الذي كان يحدث في الماضي، عدا أن المشاريع أصبحت تقام في الغالب خارج المساجد، للمحافظة على نظافة المسجد. 
وأكد أن الاستعداد لتجهيز وجبة الإفطار يتم قبيل الإفطار بساعة، وذلك باستقبال الوجبات التي غالبا ما تعدها أسر الحي، الذين يرغبون في نيل الأجر.
يأتي ذلك في الوقت الذي وضعت وزارة "الشؤون الإسلامية" حزمة من الضوابط لتنظيم إقامة مشاريع تفطير الصائمين في المساجد خلال شهر رمضان المبارك، لتنظيم العمل الخيري بما يحقق الهدف المنشود منه على الوجه الشرعي السليم، ولتفادي السلبيات والأخطاء التي تحدث من جراء ذلك.