جاسر عبدالعزيز الجاسر

بالجريمة الإرهابية البشعة التي حصلت في محافظة المنيا بجمهورية مصر العربية يتأكد لكل من له بصيرة، أن مصر مستهدفة، الموضوع ليس قتل والتعرض للأقباط في مصر، بل الهدف أكبر وأبعد من ذلك ولا يتوقف عند إثارة الفتنة الطائفية ولا شق الوحدة الوطنية المصرية. القضية أبعد من ذلك بكثير، فالمقصود والهدف النهائي هو القضاء على مصر، وإلحاقها بالدول الفاشلة، مثلما يحصل في ليبيا وسوريا والعراق «الذي يبذل الآن خطوات جادة لإصلاح أوضاعه» واليمن التي تقاوم حكومتها الشرعية بمساعدة التحالف العربي للنجاة من احتلال «المجوس الجدد».

الإرهاب الموجه لمصر لم يقتصر على جريمة مجزرة المنيا التي تكشف المستوى المتدني أخلاقياً وسلوكياً لمن نفذ تلك الجريمة التي استهدفت أطفالا وصبية ونساء كانوا في رحلة دينية، ومهما اختلفت معهم دينياً وثقافياً فلا يجوز أن تنحط أخلاق البشر بقتل طفل وصبي وامرأة وحرق حافلتهم، فقبل هذه المجزرة ارتكبت أعمال إرهابية في القاهرة والإسكندرية وطنطا والعريش والشيخ زويد والفرافرة وأماكن متعددة، استهدف من خلال عملياتها الإرهابية مواطنين مدنيين، وضباطا وأفرادا من الشرطة والجيش، في تعدد وتتابع شمولي يسعى إلى تحقيق هدف متكامل هو تدمير مصر من خلال شل مؤسساتها وأجهزتها الرسمية وترويع أهلها وفرض الاستسلام عليهم بعد أن رفضوا الخضوع لإملاءات الآخرين.

الأذرع الإرهابية التي تنفذ الأعمال الإجرامية في مصر مهما تعددت الأسماء التي يطلقونها على أنفسهم ومنظماتهم هي امتداد للجماعات الإرهابية الإقليمية التي أصبحت جميعها نسخة واحدة في أماكن متعددة جميعها لها صورة وشكل داعش والقاعدة والنصرة، فجميعهم ولدوا من رحم واحد، ومن منبت فكري متطرف، حضن الإخوان المسلمين، هذا الحضن الذي خرج منه كل الجماعات والمنظمات الإرهابية حتى المليشيات الطائفية بما فيها التي أنشأتها إيران، فكتب وأدبيات الإخوان المسلمين ترجمت ودرست لملالي إيران، وأحد الذين ترجموا كتب سيد قطب مرشد الثورة الإيراني الحالي علي خامنئي.

إذن من ينفذ الأعمال والجرائم الإرهابية في مصر هو نفسه الذي ينفذ الأعمال الإرهابية المشابهة في سوريا والعراق واليمن وليبيا. خارطة إرهابية موزعة المهام في الأقطار العربية ولهذا يجب أن يكون التصدي لهذه الجهات والأذرع الإرهابية واحدا ومتكاملا، ومثلما يتحالف العرب والمسلمون والعالم أجمع لمحاربة تنظيم داعش والقضاء عليه في سوريا والعراق، ومثلما يتصدى التحالف العربي لمليشيات الحوثيين والانقلابيين أتباع ملالي إيران «المجوس الجدد» فإن الواجب أن تتضافر جميع الجهود لدعم مصر والوقوف معها لإفشال مخططات الإرهابيين والجهات الإقليمية والدولية التي تؤجج الإرهاب وتفعّله في مصر لتدمير الدول العربية وبالذات الدول المهمة.