حولت حكومة قطر مؤسسات إعلام عربية ودولية إلى أفاعٍ تبث سمومها في جسد الأمتين العربية والإسلامية، ثم انتقلت لبث سمومها في مواقع التواصل الاجتماعي عبر عشرات الحسابات التي تُعرِّف نفسها بأنها «سعودية»، إلا أنها تدافع عن قطر وتهاجم الوسائل الإعلامية المحلية التي انتقدت التصريحات القطرية المسيئة للمملكة وجهودها في استضافة القمم الثلاث.

وبحسب رصد أجرته «عكاظ» على مدى الأيام الماضية، فإن هناك تشابها كبيرا بين المعرفات التي تهاجم السعودية منذ أعوام وتحاول نشر الإحباط في الشارع، وهو أنها انبرت للدفاع عن قطر منذ الليلة التي أطلق فيها أمير قطر تميم بن حمد تصريحاته التي هاجم خلالها أشقاءه في دول الخليج وامتدح إيران، ووصف ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بالمقاومة، واعتبر حركة حماس الممثل الشرعي للفلسطينيين.

وبعد التدقيق في محتوى التغريدات، اتضح جليا أن هذه المعرفات تمثل توجها واضحا، مهمتها الأساسية التركيز على مهاجمة السعودية والدفاع عن قطر وتصريحات أميرها، في حين دأبت التغريدات السابقة والقديمة في الحسابات ذاتها على الدفاع عن تنظيم الإخوان المتطرف وقياداته.

وهذه الأساليب ليست جديدة، فقد سبق وأعلن مؤتمر الأمن والإعلام الذي نظمته أكاديمية نايف للأمن الوطني 2015، بأنه يوجد نحو ستة آلاف حساب في تويتر موجهة لزرع الفتنة والإحباط داخل المجتمع السعودي، وأربعة آلاف حساب تقوم بإعادة نشر التغريدات الصادرة من حسابات تسيء إلى المملكة، وتحاول بث الفتنة وزرع المشكلات وزعزعة الأمن، وتم رصد حسابات تقوم بطريقة ممنهجة بنشر ما يعادل 90 تغريدة مسيئة للسعودية في الدقيقة الواحدة، أي نحو 130 ألف تغريدة مسيئة يوميا، وعلى الأرجح أن هذه الأرقام تضاعفت، وأصبح هناك عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية التي تدار من قبل الأشخاص أنفسهم وللأغراض ذاتها.

«عكاظ» تابعت هذه الحسابات ودققت في التغريدات التي تبثها، واتضح أنها ترتبط بستة قواسم مشتركة، هي محاولة الإيحاء بأن صاحب المعرف مواطن سعودي، الدفاع عن قطر ومهاجمة أي انتقادات صادرة من وسائل الإعلام السعودية، مهاجمة قناة «العربية» والدفاع عن قناة الجزيرة القطرية، المشاركة في الهاشتاقات المسيئة للمملكة، وإعادة تغريدات للحسابات القطرية والإخوانية التي تهاجم السعودية، وجميعها تتابع حسابات معروفة لشخصيات قطرية وإخوانية.