خالد السليمان

 ما يميز عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الوضوح والمكاشفة في مواقف وعلاقات المملكة وحماية أمنها والدفاع عن مصالحها، فلا مجال لمراوغات وألاعيب السياسة، ومن عرفوا الملك سلمان عندما كان أميرا للرياض، يشهدون على 3 صفات تطبع شخصيته: حزمه، وصراحته، ومباشرته، فلم يكن هناك مجال عنده للتراخي أو الغموض أو المراوغة في التعامل مع معاملات وقضايا الإمارة والمواطنين !

ومنذ أن تولى الحكم انتهجت حكومة المملكة سياسة حازمة في انتهاج سياسات الإصلاح الإداري والاقتصادي والتنموي والاجتماعي، وكذلك السياسة الخارجية في ما يتعلق بقضايا المنطقة وتأثيرها على مصالح المملكة، فضربت بحزم مخططات التآمر على أمنها في اليمن، وأسقطت قناع الدبلوماسية الإيرانية الباسم الذي يختبئ خلفه الوجه القبيح للسياسة الإيرانية العدائية، وتصدت بشجاعة لمخططاتها في خلق الفوضى في المنطقة والهيمنة عليها !

اليوم توجه الحكومة السعودية رسالة حازمة لشقيقتها الصغرى، مفادها أن وقت مجاملات الأعراف الأسرية وحب الخشوم والصبر على الأذى قد ولى، فإما احترام حقيقي لحقوق الجيرة وأصول العلاقات الدولية وكف للأذى، أو مواجهة العواقب الوخيمة، وهي في عهد الحزم عواقب لن تعود لمربع سحب السفراء، ولن تتوقف أيضا عند قطع العلاقات الدبلوماسية !

فالسعودية التي صبرت أكثر من 20 عاما على الأذى احتراما لحقوق الجيرة وأعراف الروابط الأسرية التاريخية وحفاظا على جسور الترابط الخليجي لم تعد ملزمة بتحمل مراهقة يئست من نضجها !