خالد بن سلطان: «سلطان الخيرية» تعمل على «مكافحة مثلث الرعب» الجهل والفقر والمرض

منى المنجومي 

أعلن رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الأمير خالد بن سلطان عن رفع الطاقة الاستيعابية لمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، بسبب ارتفاع عدد الحالات التي تستقبلها المدينة لتقديم الخدمات الطبية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن رفع معدلات الاستيعاب لن تؤثر على مستوى الخدمات في المدينة والتي تتميز بتقديم خدمات طبية على مستوى عالمي. وقال الأمير خالد في مؤتمر صحافي أول من أمس (الاثنين) في جدة على هامش الاجتماع الـ21 لمجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية: «يجري التنسيق حالياً مع وزارة الصحة لإنشاء منشأة طبية داخل مدينة الرياض لتقديم الخدمات الطبية، إضافة إلى توجه (المؤسسة) لإنشاء مدينة متكاملة في منطقة مكة المكرمة مماثلة للمتواجدة في الرياض»، مؤكداً أن مؤسسة الأمير سلطان الخيرية تعمل بنهج الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز ووفقاً لرؤيته.

واستطرد بالقول: «إن مؤسسة الأمير سلطان الخيرية تعمل على مكافحة مثلث الرعب الذي يواجه الأمم والشعوب، كما أشرت في خطابي في ختام فعاليات مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز السنوية لحفظ القران والسنة النبوية في مستوى دول الآسيان والباسفيك». وحدد الأمير خالد مثلث الرعب بثلاثية (الجهل والفقر والمرض)، وقال: «إنكم في المؤسسة تكافحون المرض وتسعون إلى تخفيف آلامه تأهيلاً ورعايةً صحية للمرضى والمسنين والمعوقين، وتحاولون مكافحة الفقر من خلال الصندوق الخيري لمعالجة المرضى الذي أسهمت فيه مؤسستكم بمبلغ فاق 24 مليون ريال في 18 شهراً لـ500 مريض معالج».

وزاد: «أما الجهل فهو الأرض الخصبة للتطرف والإرهاب، ومن ثم الإفساد في الأرض فكراً وفعلاً، فلنحاربه بالعلم في المؤسسة من خلال إصدارتنا السنوية لموسوعة «مقاتل من الصحراء»، التي تشمل أكثر من 200 ألف صفحة على الإنترنت وفي مجالات عدة من مجالات الحياة». وأوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية أن المؤسسة لديها العديد من البرامج والمسابقات الدينية والإنشاءات والرياضة ومهرجان الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للجواد العربي، إضافة إلى برنامج دعم اللغة العربية في منظمة اليونيسكو، مشيراً إلى اطلاع مجلس الأمناء على حجم المشاريع التي اكتمل تنفيذها والتي هي قيد التنفيذ خلال 18 شهراً الماضية منذ اجتماع مجلس الأمناء العشرين. وأكد أن الأداء المالي للمؤسسة اتسم بالدقة والوضوح والصراحة والشفافية الكاملة في عرض الاستثمارات والقوائم المالية الموحدة وإسهامات المؤسسة، منوهاً باطلاع المجلس كذلك على أداء أفرع المؤسسة الثلاثة بدءاً من الصندوق الخيري لمعالجة المرضى، مروراً ببرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية، وانتهاءً بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية «أيقونة» المؤسسة وقلبها النابض. وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أن من أبرز نشاطات المؤسسة جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه والتي تبناها يرحمه الله منذ العام 2002، تشجيعاً للجهود التي تُبذل في حل مشكلات المياه من خلال التقنيات والدراسات والابتكارات والأبحاث العلمية.

وقال: «إن جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه تعد الوحيدة في العالم التي تركز على مشكلات المياه وشحها، وهذه الجائزة تجسد ريادة المؤسسة ودورها التنموي محلياً وعالمياً، كما أن تواصل الجائزة على مدى سبع دورات أمر يجسد مكانتها العلمية الدولية وتنامي دورها، ومدى التفاعل المميز مع أهدافها، سواءً على الصعيد البحثي أم على صعيد الابتكارات العلمية التي تسهم في مواجهة خطر ندرة المياه»، منوهاً إلى أن الجائزة أصبحت عالمية بعد إقرارها من الأمم المتحدة. وأشار إلى أن برنامج الإسكان هو من برامج المؤسسة، وقال: «من ضمن برامج التنمية المستدامة التي تبنتها المؤسسة يبرز برنامج الإسكان الخيري، إذ أكملت المؤسسة برنامجها للإسكان الخيري بهدف توفير مساكن للأسر ذات الظروف الخاصة في العديد من مناطق المملكة وفقاً لآلية تعاون وتكامل مع إمارات المناطق المستهدفة، إذ استهدف البرنامج إقامة مجمعات عمرانية تتوافر فيها المرافق والخدمات، مما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لهم لخدمة أنفسهم ومن ثم المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية».

مبيناً أن «البرنامج» شمل سبع مناطق في المملكة، وبلغ عدد وحداته 1.246 وحدة سكنية، في 19 موقعاً بكلفة إجمالية حوالى 400 مليون ريال. ولفت رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية إلى أن من برامج المؤسسة أيضاً برنامج تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ التواصل الحضاري، وأضاف: «كان له الريادة في تبني توجهات لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة ومحاولة التواصل الحضاري وإقامة حوار عقلاني مع الآخرين، وذلك في إطار شمولية برامجه واهتمامه الكبير بالجانب الثقافي من العملية التنموية، وسعينا منذ انطلاقة برنامج تعزيز الحوار إلى تبادل الرؤى والاستفادة مما حققه الغرب من نجاحات وقفزات في علوم مختلفة».