محمد الوشيحي 

الدنيا وقفت على رؤوس أصابع قدميها ولم تقعد، ويبدو أنها لن تقعد قريباً، بعد أن أعلن الأستاذ ترامب (أبو إيفانكا كما يسميه العربان تحبباً لابنته اليهودية الفارعة القوام) انسحاب أميركا من اتفاقية المناخ العالمية، بل وإعلانه، بتحدٍّ واضح، افتتاح مناجم جديدة للفحم: "أنا أحب عمال مناجم الفحم".

الكل صرّح، أو صرخ غاضباً ضد قرار ترامب، باستثناء العربان وبعض الدول المنحنية، ومع هؤلاء حق، فقضية المناخ قضية فذلكية ترَفية لا تؤثر على كراسي الحكام، ولا على نهب أموالها، ولا قمع شعوبها بحجة محاربة الإرهاب. وإلا بالله عليك قل لي: ماذا يعني "التخوف من اختفاء جبال جليدية بما يؤثر على درجات حرارة الكوكب"؟ وماذا يعني "تضرر الأكسجين وتركيبة الغازات في الكوكب"؟ وماذا تعني مصطلحات مثل "الغازات الدفيئة" و"ثقب الأوزون" و"نسبة الاحتراق الكلي" وبقية الطلاسم والخزعبلات؟ مجرد فذلكات، وترف سياسي، ودلع قوى كبرى، لزوم المنتديات والاجتماعات بربطات العنق.

لن نلتفت، كعربان، إلى مثل هذه التفاهات والسخافات، بل سنركز على محاربة الإرهاب عبر نهب أموال الشعوب، وقمع الآراء المخالفة الغاضبة، وكسر الأقلام الجريئة، وتوسيع السجون للسياسيين، وهجوم بعضنا على بعض، على وقع الأغاني الوطنية الحماسية المعلبة... ثم نندد باحتلال إسرائيل لفلسطين، أو لا نندد.