أحمد عبد التواب

ينبغي أن تستفيد مصر علي وجه السرعة من هذه الحملة الإقليمية والدولية الضخمة ضد سياسة تميم، وخاصة بعد المواقف الأمريكية القوية الصريحة بلسان ترامب ووزير خارجيته، أمس الأول (الجمعة)، واتهامهما قطر بأن لها تاريخاً قديماً في دعم جماعات إرهابية، ومطالبتهما قطر بوقف تمويل الإرهاب وبالعودة إلي وحدة الأمم المسئولة..إلخ. أضف إلي هذا نداء مجلس النواب بممارسة المزيد من الضغوط علي قطر. مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التغيير الكبير في الموقف الأمريكي جاء بعد يوم واحد من مكالمة تليفونية بين ترامب وتميم روَّج لها الإعلام القطري بأنه سادها توافق تام في الآراء!.

ومما يزيد من فرص مصر في جني الثمار أن تميم ومستشاريه أصابهم الاضطراب والتخبط، فيما تجلَّي في عجزهم عن إدراك خطورة ما تدهورت إليه أوضاعهم بسبب سياساتهم، واستمرار أوهامهم عن ذكائهم وعن قدراتهم علي الهيمنة علي سير الأمور، وكذلك في معاندتهم في الاعتراف بخطأ افتراضهم بأن طاعتهم المطلقة لأمريكا سوف تجلب لهم التأييد المطلق، دون إدراك للإمكانيات المنطقية بأن تنقلب أمريكا علي سياستها لأسباب كثيرة إما لتغيير الإدارة وإما لإعادة الحسابات وفق متغيرات توجب التغيير.

أمام مصر الآن فرص إيجابية كبيرة لتعظيم ضرباتها ضد قواعد الإرهاب داخل مصر وفي الجوار، بعد أن فقد الإرهاب أحد أهم بنود قوته بتغييب قطر كداعم بالسلاح والمال وكمؤيد بقناة الجزيرة وغيرها. كما يمكن لمصر أن تعتمد منطقاً جديداً في التحاور مع إثيوبيا حول سد النهضة علي أسس جديدة لا يغيب عن ذكاء الإثيوبيين أن ضعف قطر يؤثر سلباً علي موقفهم!.

ويمكن لمصر، في ظل هذه الظروف المستجدة المواتية، أن تمد يد العون مع السعودية والإمارات والبحرين للعائلة الحاكمة في قطر في سبيل تطبيع العائلة لعلاقاتها مع الأشقاء، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا بقرار جرئ من العائلة بإزاحة تميم واختيار بديل آخر قادر علي علاج الاختلالات الرهيبة التي أحدثها، والتي تسببت في هذه المحنة التي طالت الشعب القطري أيضاً.