عبد الله ناصر الفوزان

في قناة العربية برنامج مهم اسمه الذاكرة السياسية، يقوم على اختيار ضيف له دور ملحوظ في سياسة بلده وإجراء مقابلة معه تكون من عدة حلقات يروي خلالها ذكرياته السياسية عما حدث في بلده مما يعرفه لتكون ذكرياته وثائق تاريخية سياسية تساهم في كتابة تاريخ بلده السياسي.

البرنامج أسبوعي ومر عليه سنوات عديدة ولا زال يعرض، وهذا يعني انه سجل ربما مع مئات الضيوف من مختلف أنحاء العالم.

ولأن البرنامج في قناتنا العربية فكان المفروض أن يهتم بتاريخنا السياسي أكثر من غيره وأن يكون عدد كبير من ضيوفه من مواطنينا ليسجلوا تاريخنا لكن الحاصل ويا للعجب أني لا أتذكر أن هذا قد حدث، وهذا يعطي الانطباع لكل متأمل ولأول وهلة أن هناك قصورا شديدا لدى إخوتنا في قناة العربية، وقد يعني أنهم لا يهتمون بتاريخنا السياسي، أو أنه ليس من أولوياتهم ويفضلون عليه تواريخ الدول الأخرى، وقد يتهمون بما هو أسوأ من هذا، وهو أنهم لا يجدون في تاريخنا السياسي ما يستحق التسجيل إلى آخر الاتهامات التي قد تطالهم إما عن جهل أو حتى عن سوء نية والذي أراه أن هذا كله غير صحيح فالإخوة في العربية بالتأكيد يتمنون أن يسجلوا ذاكرتنا السياسية وبأجزاء كثيرة، ولكنهم كما يبدو لا يستطيعون فلماذا يا ترى؟.

هل لأنهم يخشون أن يقعوا في أخطاء يلامون عليها لحساسية تاريخنا في ظنهم وأنهم سيتحملون جزءا من المؤاخدة بعكس تاريخ الآخرين التي يتحمل فيها الضيف جميع الهفوات أم أنهم لا يجدون من يتحدث عن تاريخنا بخلاف تواريخ الآخرين التي يكثر المتحدثون عنها، وإذاكان هذا صحيحا فلماذا؟.

بالتأكيد ليس هذا لقصور وعدم قدرة على الحديث من قبل المواطن السعودي، فنحن مثل غيرنا بل تفوقنا على غيرنا في أمور كثيرة، فهل السبب إذا أننا ننظر لتاريخنا بحساسية، ولذلك يأتي الحذر والخوف من الوقوع في الخطأ، أم أن السبب قلة المناصب التي تزود الذاكرة بالمعلومات السياسية الجديرة بالتسجيل، أم ندرة القادرين الذين يتركون مناصبهم قبل وفاتهم أم ماذا؟. بصراحة الأمر محير وجدير بالبحث ولو أن إخوتنا في العربية أوضحوا لنا أسبابهم لكانت هذه بداية جيدة لنقاش هذا الأمر الهام، فيا إخوتنا الكرام في العربية تكرموا علينا وقولوا لماذا غابت ذاكرتنا السياسية؟.