فهد عريشي

هيئة كبار علماء السعودية لم تنافق يا صحافة وحكومة قطر، بل قالت كلمة الحق التي يجب عليكم أن تعوها كما قالها شيخكم القرضاوي في أحد المنابر.

نشرت إحدى الصحف القطرية تقريرا بقلم رئيس تحريرها وصفت فيه هيئة كبار العلماء السعوديين بأنها هيئة كبار «المنافقين»، في سقوط جديد يضاف إلى تاريخ سقوط الصحافة القطرية التي أعياها وأعجزها الدفاع عن الباطل، وأنهك قواها مواجهة الإعلام السعودي، الذي كشف أوراق حكومتها وعراها، وأخرج ثعابينها من جحورها، وسلط الضوء على ألاعيبها وزيفها ومكرها وبحثها عن وهم السلطة والقوة.

ما يدل على أن الصحافة القطرية تتخبط، وفقدت رشدها هو مسارعتها إلى حذف اتهامها لهيئة كبار علماء السعودية بالنفاق من حسابها في تويتر وموقعها الإلكتروني بعد ساعات من نشره، ومازالت الاتهامات على صفحات عددها المطبوع الذي لا يقرؤه سوى سكان وشعب قطر، وهم يشعرون بالعار لما وصلت إليه صحافتهم من سقوط وتواضع لا يليق بطموح الشعب القطري، الذي يتمنى أن يرى إعلام وصحافة بلده يتوافق مع سياسة أشقائهم في دول الخليج، ويتوافق مع الوحدة الخليجية التي يعتزون بها كشعب قطري شقيق لا يرضيه أن ينفصل عنه.

يصف التقرير هيئة كبار العلماء بأنها تبارك وتجيز سياسة السعودية في حصارها لقطر، وقطع صلات الرحم، في تضليل لرأي الشعب القطري الذي يعي تماما الفرق بين المقاطعة والحصار، بل بارك الشعب القطري أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر السعودية القطرية المشتركة.

الشعب القطري في قلب سلمان الذي يرى أنه امتداد طبيعي وأصيل لإخوانهم في السعودية، ويتمنون أن يهاجر المرتزقة -جماعة الإخوان- وأبواق قناة الجزيرة المسترزقون من أموال دولتهم التي تدفعها لهم حكومتهم لمهاجمة وزرع الفتن بينهم وبين أشقائهم في دول الخليج.

ويقول التقرير أيضا الذي كتبه رئيس تحرير الصحيفة القطرية إنه يعرف تماما كيف تتعامل الدول مع السياسة، ولكن الذي لا يعرفه تماما، لماذا يدخل رجال الدين معترك السياسة، ونسي سعادة رئيس التحرير الموقر أن حكومة بلاده استأجرت رجال الدين من كل مكان وعلى رأسهم القرضاوي لمهاجمة استقرار السعودية، بل ولمهاجمة وطنه -مصر- الذي باعه من أجل حفنة من مال قطر، وحث على الثورات في مصر مسقط رأسه، وبارك نشر الفوضى في العواصم العربية، ويؤجج بخطبه وكلماته المتخفية بلباس الدين كل ما يثير الفتنة من خلال منابر قنوات الإعلام القطرية، التي سقطت في أول مواجهة حقيقية مع الإعلام السعودي الذي أثبت في هذا التاريخ الهام والمفصلي من مستقبل قطر، أنه أداة قوية تدافع عن بلدها ووطنها بكفاءات سعودية، قادرة على إسقاط أي جهاز إعلامي للعدو في وقت قياسي كما يفعله رجال الأمن مع الإرهابيين، وكما يفعله جنود الوطن في الحد الجنوبي.

قرار قطع العلاقات مع قطر، وسحب السفراء معها لم يكن قرارا مفاجئا كما وصفه التقرير، ولم يكن دون أي مبررات، بل عدم ذكر الأسباب الحقيقية يدل على عجز كبير في الصحافة القطرية على مواجهة الحقائق والتي فضحت سياسة حكومتها، التي بدلا من أن تسعى لحل الأزمة، ومباركة مبادرة أمير الكويت الذي سافر متحملا مشقة السفر ما بين الكويت وجدة والدوحة، ذهبت حكومة قطر وصعدت الأزمة وارتمت في أحضان حكومتي إيران وتركيا اللتين أثبت كل تاريخيهما أنهما تراوغان لأهدافهما فقط، وصعدت قطر أزمتها مع السعودية متناسية أنه عند الشدائد لن يساندها سوى شقيقتها الأكبر السعودية التي تشهد لها مواقفها التاريخية مع الكويت في عام 90، واليمن منذ انطلاقة عاصفة الحزم.

هيئة كبار علماء السعودية لم تنافق يا صحافة وحكومة قطر، بل قالت كلمة الحق التي يجب عليكم أن تعوها كما قالها شيخكم القرضاوي في أحد المنابر، إن علماء السعودية كانوا أكثر علما منه وحكمة عندما أعلنوا أن حزب الله اللبناني، ما هو إلا جماعة إرهابية، في الوقت الذي كان هو يمجدهم ويدافع عنهم، والآن يتكرر نفس الموقف، كبار علماء السعودية الحكماء يستنكرون دعم حكومتكم للإرهاب في الوقت الذي يدافع عنكم شيخكم القرضاوي الذي باع وطنه من أجل حزبه، وسيبيعكم أنتم أيضا بثمن بخس من أجل حزبه.