سمير عطا الله 

كان ثمة شعور في الدوائر العالمية بأن الحدث متوقع. فقط الموعد كان محط تكهنات حسمها القرار الملكي أمس الأربعاء: رمز الرؤية الجديدة، محمد بن سلمان، ولياً لعهد صاحب الرؤية الكبرى، سلمان بن عبد العزيز.
أن يوصف الحدث بالتاريخي،
لا يعبر بدقة عن حجمه. لكنها خطوة تاريخية بكل المقاييس: مسافة عامين قطع خلالهما الأمير الشاب مجموعة من الانجازات المتلاحقة، في الاقتصاد وفي الدفاع وفي التخطيط وفي شجاعة القرار. بهذا المعنى، بدا ولي عهد سلمان بن عبد العزيز ظاهرة في العمل السياسي. زيارتاه الأخيرتان إلى دونالد ترمب في واشنطن، وفلاديمير بوتين في موسكو، كانتا أحد الأدلة على مكانته في العواصم الكبرى. منذ اللحظة الأولى لم يتطلع إليه مسؤولو الأمم كصاحب منصب تقليدي، أو أداء تقليدي.
الجميع تأمل في ظاهرته. والجميع أدرك أن خيار الملك كان مثل خطوات مسيرته، مبنياً على الحكمة وبُعد الأُفق. ولم يعرف أحد إمكانات وقدرات الشخصيات كما عرفها الملك سلمان، الذي أمضى سنوات طويلة مسؤولاً مباشراً عن شؤون العائلة، إضافة إلى مسؤولياته الكبرى في الحكم والإدارة والتخطيط.
غير أن الفارق هنا أن محمد بن سلمان نشأ وترعرع وتعلم في كنف الملك نفسه. ولم يعد سراً أنه رأى فيه صورة مصغرة عنه، ومثالاً لولاية عهده، وطاقة كبرى وحيوية فائقة من أجل الانتقال بالدولة إلى مواجهة مجديات المرحلة وأعباء المستقبل.
نسميها خطوة ملكية لأن الابن سر أبيه، كما هو الأب سر أبيه أيضاً. ثمة أمانة كبرى تنتقل من جيل إلى جيل. وما من شك في الداخل، أو في الخارج، أن الأمير محمد هو الرمز الأول للجيل الجديد. وقد كان تدرّجه صعوداً في مقار المسؤولية وعلى أعلى مستوياتها، تجربة مثيرة في صحف العالم. وقبل مبايعته بفترة طويلة، بدا وكأن العالم ينظر إليه كأن المنصب السابق مجرد مرحلة انتقالية.
كم هو حجم التطور الاقتصادي والدفاعي والبنيوي الذي تم خلال العامين الماضيين على الطريق إلى رؤية 2030؟ اعتقدت الناس في البداية أن وقتاً سوف يمضي قبل أن تبدأ الرؤية بالتحقق. لكننا أمام نمط جديد كلياً من طرق العمل والتنفيذ. إنه الطريق السريع. والخط المستقيم.