هاني الظاهري


بايع السعوديون البارحة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، مصافحين بأيديهم مستقبل بلادهم بحب وطموح لا تحده السماء، فيما تأكد خصوم المملكة والمتربصين بها في كل مكان من أن السعودية دولة لا تشيخ أبدا، خاسرين بذلك رهاناتهم التي لطالما روجوها وأحلامهم الساذجة بتضعضع البيت السعودي جراء صراع موهوم داخل مؤسسة الحكم العريقة التي يمتد عمرها لثلاثة قرون من الزمن.

القفزات التاريخية المهولة التي شهدتها السعودية في ملفات السياسة الخارجية والدفاع والاقتصاد والتنمية منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي ولي العهد أثبتت للعالم أجمع أن هناك شخصية تاريخية تبرز بصمتها بشكل مذهل في هذه البقعة من العالم.. قيادة شابة تنجز في أشهر قليلة ما تنجزه الدول في عقود.. قيادة نشطة ترسم بوضوح واحترافية مستقبل وطن يرفض الرجوع للخلف ويسابق الزمن لتحقيق آمال شعب يستحق أن يكون في مقدمة شعوب العالم.

قبل أشهر عندما تم الإعلان بشكل رسمي عن برنامج التحول الوطني أشرت إلى أن لكل زمن (فروسيته) التي تتواءم مع معطياته وآلياته ومحيطها، وأكدت أن فروسية اليوم تنبع من القدرة الفائقة على صناعة المستقبل ونقل الوطن بأسرع الطرق إلى غد أفضل، وهي فروسية التحول الشجاع التي جسدتها خطوات الأمير محمد بن سلمان بمباركة قائد تاريخي استثنائي هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله.

ثم جاء الإعلان عن التحالف العسكري الإسلامي الذي جمع 34 دولة تحت راية السعودية، ليؤكد أن المملكة لا تعيد صياغة مشهدها الاقتصادي فقط، وإنما تعيد صياغة المشهد السياسي العالمي برؤية طموحة ساهم في صناعتها حفيد المؤسس الذي بات وليا للعهد اليوم.

قمم الرياض الثلاث وما تمخضت عنه من تفوق إقليمي يسجل للسعودية شاهدا آخر على النجاحات السياسية لمحمد بن سلمان، إذ جاءت كنتيجة منطقية لزيارته التاريخية للولايات المتحدة حليفنا القديم الذي استعدناه بعد مرحلة توتر وبرود كادت تعصف بالعلاقة التاريخية بين البلدين.

اختصارا أقول إن كل إنجاز حققته السعودية خلال العامين الماضيين كان خلفه كلمة سر واحدة هي (محمد بن سلمان) رجل المرحلة الذي يكمل مسيرته اليوم وليا للعهد، حاملا على عاتقه مهمة تاريخية كبرى وثقة ملكية يستحقها وتستحقه.