موسكو تايمز

صحيفة «موسكو تايمز» نشرت ضمن عددها ليوم الأربعاء مقال رأي للمحلل السياسي الروسي فلاديمير فرولوف كشف فيه انهماك وزارة الخارجية الأميركية في إعداد استراتيجية أميركية جديدة تجاه روسيا، ولكنها استراتيجية يقول إنها تحمل، في نظر موسكو، كل خصائص مقاربة أوباما الفاشلة.

ويقول فرولوف إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون يسعى جاهداً هذه الأيام إلى إنقاذ ما تبقى من العلاقات الأميركية- الروسية التي لحقتها أضرار لا يستهان بها خلال الآونة الأخيرة بسبب خلافات حول أكثر من ملف، من سوريا إلى الادعاءات حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية.

ويشير إلى تقارير تفيد بأن تيلرسون ومساعده بريان هوك يعدّان حالياً مسودة استراتيجية سرية تقوم على ثلاثة أركان، وتتوخى تطبيع العلاقات مع موسكو، «على الأقل إلى الحد الذي يتيح لروسيا والولايات المتحدة التعامل إحداهما مع الأخرى»، مضيفاً أن رئيس الدبلوماسية الأميركية يبدو أنه حظي بدعم وكالات فيدرالية معنية أخرى، ولا سيما من وزير الدفاع جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر.

بيد أنه إذا كانت الاستراتيجية لا تتضمن أية أهداف طنانة وغير واقعية وتتقيد بأجندة «الحد الأدنى»، يقول الكاتب، فإنها تعاني من العيوب الجوهرية ذاتها التي عانت منها سياسة «إعادة ضبط العلاقات» التي أطلقتها إدارة أوباما في 2010 مع روسيا.

والركن الأول الذي تقوم عليه الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه روسيا، يقول فرولوف نقلاً عن موقع «باز-فيد»، هو إخبار موسكو بأن أي خطوات عدائية تقوم بها ضد الولايات المتحدة -مثل تسليح «طالبان» في أفغانستان، والتحرش بالدبلوماسيين الأميركيين، وقرصنة الانتخابات- ستقابَل برد أميركي. والركن الثاني يتمثل في محاولة العمل والتعاون مع موسكو حول المصالح المشتركة من قبيل: إنهاء الحرب في سوريا، والقضاء على تنظيم «داعش»، وتجنب حرب نووية مع كوريا الشمالية. أما الركن الثالث، فيتمثل في محادثات حول الاستقرار الاستراتيجي. محادثات تضمن ألا يُدفع أي من الطرفين إلى تنفيذ ضربة نووية، وأن يكون مطمئناً إلى حد معقول إلى قدرته على ضرب العدو في هجوم انتقامي.

غير أن كل ذلك يكتسي قدراً كبيراً من الأهمية بالنسبة لواشنطن، ولكن ليس لموسكو، يقول الكاتب، و«هذا بالضبط ما كان يكرهه بوتين في سياسة أوباما تجاه روسيا».

ذا هيندو

ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، علّقت صحيفة «ذا هيندو» الهندية على نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية التي أجريت يوم الأحد الماضي وأكدت نتائجُها ثقة الفرنسيين في حزب الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون «الجمهورية إلى الأمام»، حيث حصل على أغلبية كبيرة من المقاعد في الجمعية الوطنية -350 من أصل 577 مقعداً- ستفسح الطريق أمام حكومته لتنفيذ أجندته السياسية الطموحة، والمثيرة للخلاف أحياناً.

ولئن كان الفوز الذي حققه الحزب الفتي لا يرقى إلى «النصر الكاسح» الذي توقعه الكثيرون قبل الانتخابات، تقول الصحيفة، فإن أداءه ما زال يُؤكد رغبةً في تغيير النظام القديم، حيث مني الحزبان التقليديان، الاشتراكي والجمهوريون، بانتكاسة كبيرة إذ لم يحصلا سوى على 30 مقعداً و137 مقعداً على التوالي، وهو ما يضع حزبَ ماكرون داخل البرلمان في وضع مريح نسبياً أمام معارضة ضعيفة أو شبه غائبة.

الصحيفة تعترف بأن الحجة القائلة بأن حصول حزب «الجمهورية إلى الأمام» على مثل هذه الأغلبية الكبيرة أمرٌ خطير هي حجة لا تخلو من صحة، وذلك على اعتبار أن المعارضة الكبيرة والقوية تمثل حجر الزاوية بالنسبة لديمقراطية صحية وناجحة، غير أنها تلفت إلى أن سياسات ماكرون التي ترفع شعار «لا يسار ولا يمين» تؤشر على انفتاحٍ في أيديولوجية الحزب. وعلاوة على ذلك، فإن نحو ثلاثة أرباع المشرِّعين الجدد لم يكن لديهم مقعد في البرلمان في 2012، وبالتالي فإنهم يساهمون في تجديد «الجمعية الوطنية»، تقول الصحيفة. وإضافة إلى ذلك، فإن أول تشريع لماكرون حول «تخليق» السياسة، الذي يسعى إلى جلب قدرٍ أكبر من النزاهة والشفافية إلى الحياة العامة، يُعتبر سبباً إضافياً للتفاؤل.

غير أن الصحيفة تقول إنه يجدر بماكرون أن يتذكّر خطاب النصر الذي ألقاه أمام متحف اللوفر ووعد فيه بإعادة توحيد بلد منقسم جداً على نفسه وإعادة الناس من الهامش إلى المركز، وهو أمر أكدت الحاجةَ إليه النسبةُ القياسية للامتناع عن التصويت خلال الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي، والتي ناهزت 57 في المئة.

جابان تايمز

صحيفة «جابان تايمز» اليابانية علّقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء على الحريق المهول الذي شب في برج «غرينفل» السكني الذي يتألف من 24 طابقاً في لندن وأسفر عن مقتل أو فقدان 79 شخصاً على الأقل. مأساة تقول الصحيفة إنها أثارت أسئلة لا مفر منها حول الصيانة وإجراءات السلامة والوقاية من الحرائق، ولكنها تثير أيضاً تخوفات أساسية حول المجتمع البريطاني، ولا سيما التفاوت المتزايد الذي بات يطبع الحياة في لندن، وما يبدو لا مبالاة من قبل المسؤولين إزاء أرواح الفقراء.

الصحيفة قالت إن المحققين لم يحددوا بعد السبب الذي أدى إلى نشوب الحريق، مضيفة أن عدداً من الشكاوى كانت قد رُفعت خلال السنوات الأخيرة حول افتقار المبنى لمعايير السلامة، ذلك أن لديه درجاً خارجياً واحداً، ويفتقر لنظام إنذار مركزي، أو أنظمة رش لإطفاء الحرائق. ومؤخراً، تم لفه خلال عملية تجديد بكساء تبين أنه غير مقاوم للنار -توفيراً للمال على ما يبدو- وقد يكون ساهم في تسريع اشتعال النار وانتشار الحريق.

وقد انتشرت النار بسرعة، تقول الصحيفة، ولم تترك للسكان وقتاً كافياً للنجاة، وهو ما يفسر الحصيلة الكبيرة للضحايا. وفي أعقاب الحريق، سادت مشاعر حزن ورعب وغضب. حزن بين الضحايا، ورعب بين من شاهدوا حجم المأساة، وغضب موجه نحو السلطات التي أدى ما يبدو إهمالاً من جانبها وعدم اكتراث للظروف في برج «غرينفل» إلى المأساة.

ثم ختمت افتتاحيتها بالقول إن رئيسة الوزراء، التي انتُقدت كثيراً لأنها لم تلتق بعائلات الضحايا وتعاطفت في المقابل مع عمال الإغاثة، أعلنت الأسبوع الماضي عن تخصيص 5 ملايين جنيه استرليني لمساعدة عائلات الضحايا، ولكن ذلك يمثل، في نظر الكثيرين، رداً دون المستوى على سنوات طويلة من الإهمال والتقصير الحكومي، تقول الصحيفة التي تشدد على أن المأساة في برج «غرينفل»، التي تُعد الأسوأ من نوعها في تاريخ بريطانيا، تستدعي عملية إعادة تقييم شاملة لمستوى الاهتمام الحكومي المخصص للفقراء والمعوزين في المجتمع البريطاني.

إعداد: محمد وقيف