جاسر عبدالعزيز الجاسر

تظهر قيمة وأهمية قادة الدول أو من تؤول إليهم القيادة تسلطاً بعد تنفيذ انقلاب يحتلون فيه مقعد القيادة في قراءة وتحليل ما يحيط بهم داخل بلادهم أو في دائرة الدول التي تجاورهم وتؤثر فيهم، وفهم ما يتم من متغيرات حتى يحسنوا التعامل مع تلك المتغيرات ليحافظوا على مكانة بلدانهم إن لم يستطيعوا تحسين أوضاعها.

كل البلدان تشهد تغيرات بعضها إيجابي وسلبي، وينعكس ذلك بالتأكيد على وضع البلدان، في قطر نفذ حمد بن خليفة انقلاباً على والده الذي فرض عليه عدم العودة لبلاده، وبعد عودته فرض عليه الإقامة الجبرية في قصر منعزل حتى توفاه الله، وبعد تورطه في مؤامرات منها ترتيب اغتيال قادة دول شقيقة لقطر وانفضاح دوره التآمري سلم الحكم إلى ولده ليتفرغ مع قرينه في ترتيب المؤامرات حمد بن جاسم «الأمير الوالد» هكذا يسمونه في قطر ظل في الدوحة يراقب «عماله» الذين جلبهم من أقطار شتى لا يميزهم سوى خيانتهم للأقطار التي جلبوا منها، بعضهم تخصص في تقديم المشورة المسمومة لتسميم العلاقة بين قطر وجيرانها من الدول الشقيقة، وبعضهم الآخر انصرف إلى وضع خطط الإرهاب والإجرام لنشر الفوضى والفتن والجرائم في الدول الشقيقة وآخرون اتجهوا إلى إرسال الأسلحة وجمع المعلومات كل هذا لتحقيق ما كان يهدف إليه حمد بن خليفة وقرينه في الإجرام حمد بن جاسم واللذان كانت تحركهما عوامل نقص لم يعد أكثر المؤيدين لهم قدرة على إخفائها، فحمد كمن يريد مناطحة الكبار بقرون الآخرين، استعار قرون الإخوان المسلمين، وما هم في الحقيقة يمتلكون قرونا تناسب مناطحة الكبار حتى وإن كانت كنايتهم «الخرفان» ولتعزيز «قرون» خرفان الإخوان استعان بخريجي معاهد تل أبيب ربيب الموساد عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، وأعتقد أنه يحصد أفعاله المشينة ومؤامراته ضد الدول الشقيقة بفتح قطر «الصغيرة» أمام القواعد الأجنبية التي جمعت حتى الآن وما هو معلن قاعدتين أمريكيتين وقاعدة فرنسية وأخرى وليدة تركية، وقواعد غير معلنة لتجمعات حرس الثورة الإيراني الذين أصبح لهم موطئ قدم داخل قصر الأمير لحراسة «الأمير الوالد» والأمير الابن.

حمد بن خليفة وابنه تميم بن حمد مثل الذين يستغرقون كثيراً في «النوم بالعسل» فقد غرهم أن الدول الشقيقة التي تعاملت بحكمة وصبر لا يمكن أن تسمح بأن يصل تمادي من يهيمن النقص ونزعة الشر والإجرام على نفوسهم بأن يصبحوا أداة لإيذاء الأشقاء والعمل بكل وقاحة على تدمير الاستقرار ونشر التخريب والفوضى في الدول المجاورة التي ما كان لها أن تصبر لولا علاقة الأخوة والجيرة الصادقة، هذه العلاقة التي أساء لها حمد وقرينه وحتى من يخطط خلفهم ابنهم الذي لا يعلم كيف يوجه الحكم وكيف يتم التآمر على أشقائه الكبار، وبعد أن نفد الصبر، جاء العلاج، وعلاج الذين يصبرون طويلاً، يكون علاجاً مرا وصعبا ومن تلبس جسمه وعقله مسّاً وعشعش الإجرام في عقله، عليه أن يتجرعه حتى يبرأ من سقمه.

والعلاج الذي تتبعه السعودية ومصر والإمارات والبحرين كان يفترض أن يتوقعه ويعرفه منذ وقت ليس بالقصير من قبل حمد وقرينه وولده ومن يدفعونه إلى ارتكاب الإجرام بحق أشقائهم الكبار، فالفطن من القادة أو من يعتقد أنه يصلح للقيادة عليه أن يعرف ما يحصل من حوله في الدول المجاورة من متغيرات ويدرس تأثيراتها على مصيره.