فهمى السيد

حروب الجيل الثالث والرابع والتي تم بدأت تناور بها الدول الكبري في الالفية الجديدة أصبحت واقعا فعليا نعيشه هذه الايام وبدأت رحي حروب القرصنة الالكترونية تدور بين الكبار ودارت العجلة بسرعة مذهلة وتعرضت بعض الدول لعمليات قرصنة الكترونية مخترقة أمنها القومي .

وتعرضت عشرات الالاف من أجهزة الكمبيوتر في مئة دولة لهجوم الكتروني اخترق مؤسساتها الحكومية وتم الاستيلاء علي معلومات في غاية الخطورة تمس المصالح العليا لهذه الدول وتهديد هذه الدول من قبل الهاكرز إما بطلب فدية تقدر بالمليارات او تعريض أمنها للخطر ببيع وتسريب ما تم الحصول عليه من معلومات للدول المعادية لها.

إسرائيل من الدول الرائدة والمتقدمة جدا في حرب المعلومات وتحتل المرتبة الثانية بعد حليفتها الولايات المتحدة الامريكية ويوجد بها 4800 شركة متخصصة تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة وفي انتاج الانظمة المعلوماتية وأجهزة الكمبيوتر والشبكات والرقائق والبرامج الالكترونية وتنفق سنويا في هذا المجال ما يعادل 20 مليار دولار.

والسؤال هل إسرائيل هي من وراء الهجمات الالكترونية الاخيرة أم أمريكا خاصة بعد شكوي الرئيس الروسي بوتين واتهامه للبيت الأبيض الامريكي بإحداث ثغرة في الامن القومي الروسي بكشفه معلومات سرية للغاية تتعلق بتنظيم الدولة الاسلامية لمسئولين روس.

وتعتمد إسرائيل علي شبكة من المؤسسات المدنية والعسكرية في إدارة العمليات الدفاعية والهجومية الالكترونية الخاصة بحرب المعلومات حيث تتولي ادارة خدمة الحواسب ونظم المعلومات بها مسئولية تأمين الشبكات بمؤسساتها العسكرية والامنية والمخابراتية ،وكذلك باقي مؤسسات الدولة وهي دولة ضالعة في حروب المعلومات والتجسس الالكتروني ولذلك تعي جيدا أهمية تأمين شبكات وحدات الجيش وأجهزة المخابرات .

ونجحت إسرائيل سابقا في توظيف خبراتها التكنولوجية بشعبة الاستخبارات العسكرية امان في تنفيذ الهجمات الالكترونية لتخريب الشبكات لبعض الدول التي تعتبرها معادية لها وقامت بعمليات قرصنة الكترونية ضد كل من فلسطين وسوريا ولبنان ومؤخرا ضد ايران لتعطيل برنامجها النووي، لهذا تتجه الانظار بشدة إليها في العمليات النوعية التي تعرضت لها بعض الدول مؤخرا رغم نفيها قيامها بذلك بل واتخاذها كل الاحتياطات اللازمة لمنع تعرضها لمثل هذا الهجوم الذي يعرض أمنها القومي للخطر لكن ماذا فعلنا نحن حتي لانتعرض لعمليات القرصنة؟.

وفي سياق تحذيرنا من مخاطر حروب القرصنة الالكترونية والارهاب المعلوماتي نعرض ما عدده الخبير الامني اللواء محمد عبد المقصود من هذه المخاطر والتهديدات المباشرة ضد الاهداف الحيوية والاستراتيجية للدول الذي يستهدفها الارهاب الالكتروني وهجماته اللعينة التي طالت العديد من الدول منها:

التسلل لقواعد البيانات الحساسة بالدول والوصول لحقائق البنية المعلوماتية مع جمع اكبر قدر من المعلومات عن خطط الاصلاح والتنمية وكذلك خطط الدولة العلمية والبحثية بهدف تدمير البحث العلمي بالدول المستهدفة.
التأثير علي الحركة المالية الالكترونية بالبنوك بهدف زعزعة الثقة لدي مواطني الدولة والمستثمرين سواء من داخل الدولة أو خارجها وشل الحركة النقدية بها.

السيطرة علي الشبكات الرقمية الخاصة بالاذاعة والتليفزيون وتعطيل اشارة البث بل ومحاولة الوصول لأجهزة الخوادم المرتبطة بها من خلال برمجيات متطورة لادارة الشبكات الهوائية وتزييف مضمونها الاعلامي والاخباري.

توظيف الهواتف المحمولة في تتبع تحركات الشخصيات المهمة بالدولة وخصوصا المسئولين والسياسيين وكبار رجال الدولة وتدمير بنية السنترالات الارضية وشبكات الهواتف الذكية.

اتلاف بنية الطاقة الكهربائية وارباك نظام السيطرة علي الشبكات الرقمية للكهرباء..الي التحكم الكامل في أجهزة المخابرات والجيش والشرطة بهدف إحكام قبضتهم تماما علي كل شئ بالدول التي ينجحون في اختراق أنظمتها الامنية والمعلوماتية عبر الانظمة الرقمية.

وحسنا ما فعلته الحكومة المصرية من اجراءات صارمة ومشددة لتأمين أهداف الدولة الحيوية ضد مخاطر القرصنة والارهاب الالكتروني التي تعرضت لها العديد من الدول ومنها دول كبري وذات سيادة مثل روسيا وبريطانيا وفرنسا، وعدم السماح مطلقا لاي جهات خارجية للتسلل الي أجهزة الدولة المصرية عبر الشبكات الداخلية المتصلة بالشبكة العنكبوتية والتي سبق ان حذرنا منها ووصفناها بأنها الجاسوس المخابراتي اللعين .

وعلي الدولة المصرية الاستعداد الكامل لهذه الحرب الجديدة مع الارهاب المعلوماتي ولغة التجسس والاختراق الذكي للاجهزة الذكية التي صارت تعتمد عليها الدول في تعاملاتها سواء الداخلية او الخارجية.