كشفت خدمة (تشايلدلاين) البريطانية، المعنية بحماية الأطفال دون سن التاسعة عشر، عن تعرض أطفال في سن التاسعة لإساءات تصل إلى حد نعتهم بالإرهابيين في أعقاب سلسلة هجمات شنها إرهابيون في بريطانيا خلال الشهور القليلة الماضية.

وقالت الخدمة، بحسب ما ذكرته صحيفة (ذي إندبندنت)، إن الأطفال المسلمين الذين اتصلوا بها للإبلاغ عن شكاوى أو لطلب المساعدة شكوا من تعرضهم لإساءات دائمة واتهامهم بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي فضلا عن تهديدهم بالعنف. شكت فتيات صغيرات من تعرضهن للضرب بسبب ارتداء الحجاب.

وأضافت خدمة (تشايلدلاين) أن الأطفال شكوا لموظفيها من أن الإساءات المستمرة والقولبة النمطية السلبية كانت قاسية جدا لدرجة أنها سببت لهم أذى نفسيا، كما قال كثيرون إنهم يرغبون في ألا يصبحوا أنفسهم وأن يصبحوا أشخاصا آخرين. ودفعت الإساءات البعض للشعور بالعزلة الشديدة والانسحاب من المجتمع بعدم الذهاب إلى المدرسة خوفا من التعرض للبلطجة والتنمر.

وتتبع خدمة (تشايلدلاين) الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (إن.إس.بي.سي.سي)، وهي منظمة أهلية معنية بحماية الأطفال وحقوقهم.

وقال بيتر وانليس، الرئيس التنفيذي للجمعية: "لا ينبغي استهداف أي طفل بسبب عرقه أو عقيدته، ولا يمكننا أن نسمح بالتحامل الذي يجعل الأطفال يخجلون من أنفسهم".

وأضاف: "بدلا من ذلك، يجب أن نحتفي بالتنوع وأن نقف جنبا إلى جنب. يحتاج الأمر إلى شجاعة هائلة لكي يتكلم الطفل عن هذه المسألة، ويجب تشجيعه على الكلام إذا كان مستهدفا".

وتابع وانليس: "بعض الأطفال لا يفهمون كيف يمكن أن تكون كلماتهم مؤلمة ومدمرة. لذلك، يجب على البالغين ألا يغضوا الطرف إذا رأوا الصغار يسيئون إلى بعضهم البعض".

وحثت الجمعية الآباء والمعلمين والبالغين على معرفة علامات التنمر، وأن يتحدثوا مع الأطفال الذين يتعرضون للتسلط والتنمر، وطمأنة الأطفال الذين يتعرضون لذلك بأنه لا ذنب لهم فيما يحدث.

وردا على هذا التقرير، قالت المتحدثة باسم وزارة التعليم في بريطانيا إن : "التنمر من أي نوع غير مقبول ويجب أن تكون المدارس أماكن آمنة حيث يمكن تعليم الأطفال التسامح واحترام الآخرين. وللمساعدة في دعم هذا الأمر، تنفق الحكومة أكثر من 4 ملايين جنيه إسترليني على مشاريع مكافحة التنمر".