حمود أبو طالب

اليوم هو الذكرى الرابعة لثورة ٣٠ يونيو في مصر التي أنقذتها من مستقبل كارثي كان مؤكداً بحكم جماعة الإخوان التي دفعت بأسوأ نماذجها ليكون رئيساً لمصر العظيمة في لحظة تأريخية هزلية لا تليق بمصر وتأريخها العريق. ونتحدث اليوم عن هذه الثورة بسبب مصادفات ومفارقات لعبت قطر دوراً محورياً فيها، فلولاها لكانت هذه الجماعة قد تلاشت في غياهب التأريخ بعد ثورة يونيو، لكنها بادرت لنقل وكرها إلى الدوحة واحتضان أهم كوادرها وتسهيل ودعم مخطط مشترك بينهما فيه أسوأ وأقذر المؤامرات على الأوطان العربية.

في سنة حكم الإخوان لمصر فتحت الجماعة الباب على مصراعيه لإيران ما ظنه البعض مفاجأة، وهي ليست مفاجأة أبداً لوجود قواسم مشتركة عظمى بين أدبيات الجماعة وفكر الثورة الخمينية. وفي تلك السنة عربدت جماعة حماس في حدود مصر وداخلها، وخرج عتاة الإرهابيين من السجون ليعيثوا فساداً ويستفزوا الوجدان المصري بحضور كبارهم القتلة منصة احتفالات ذكرى حرب أكتوبر التي اغتالوا في واحدة منها الرئيس أنور السادات.

وفي تلك السنة أيضاً بدأت علاقات قطر بحكم الإخوان تتوثق، بحسب ما أكدته الوثائق مؤخرا، التي تضمنت فضائح تزكم الأنوف لبيع اقتصاد مصر وأرضها وتأريخها، وتوظيف مصر للتآمر مع النظام القطري على الأشقاء العرب بدعم عصابات الإرهاب وباروناتها.

بعد سقوط حكم الإخوان استلمت قطر الراية لتكرر المشهد ذاته، حلف قطري إيراني إخواني يشكل أسوأ خلطة تآمرية على الضمير العربي ودول الخليج ومصر وبعض الدول العربية. قطر ضخت الدماء في حلف أسقطته ثورة ٣٠ يونيو، متوهمة أنها ستكون رائدة القرار السياسي في المنطقة والدولة التي تشكل المستقبل العربي. وهم كبير وخيالات مريضة غير مسبوقة ظنت أن من حولها سيقفون متفرجين عليها، متناسية أن الدول التي قاطعتها تستطيع مسح قطر من الخريطة العربية في يوم واحد لو أرادت، لكنها دول عاقلة ومحبة للشعب القطري، وحريصة على بقاء النسيج العربي متيناً وقوياً في وجه الأطماع.

ما زالت الفرصة ممكنة يا أشقاءنا في قطر لمسح العار الذي تسبب فيه نظامكم.