فاروق جويدة
وجد الرئيس التركى الطيب أردوغان فرصة تاريخية ليضع الجيش التركى أقدامه على الأرض العربية من خلال قاعدة عسكرية في قلب الخليج..إن حلم الدولة العثمانية مازال يراود أردوغان ويخطئ من يتصور أن الرجل نسى هذا الحلم فقد تدفقت القوات التركية على الدوحة في اكبر عملية عسكرية تضم عشرات الآلاف من الجنود..لقد تقدمت دول الخليج بمطالبها إلى أمير قطر والغريب أن الذى رفض المطالب هو أردوغان وليس تميم أى أن تركيا تعتبر نفسها في مواجهة مع دول الخليج قد تصل إلى عمليات عسكرية..إن حشود الجيوش التركية والإيرانية التى تدفقت إلى الدوحة تحمل مخاطر كثيرة لأن اشتعال الحرب في دول الخليج سوف يكون كارثة عالمية اقل الأضرار فيها أن ينقطع البترول ويبدأ الاقتصاد العالمى رحلة تراجع رهيبة..كانت دول الخليج تعتقد أن ما حدث مع قطر قضية عربية داخلية بين الأشقاء يمكن أن تسوى في نطاق البيت العربى ولكن أمير قطر دفع بالقضية لتكون مواجهة عسكرية لا احد يعلم مداها خاصة أن تركيا عضو في حلف الأطلنطى وهناك معاهدات والتزامات عسكرية يمكن أن تتحول إلى مواجهة أخرى اشد خطراً بين دول الخليج ودول أوربا..إن الموقف الآن يحمل مخاطر كثيرة أمام رفض قطر للمطالب الخليجية والسؤال: وماذا بعد إذا تمادى حاكم قطر في موقفه ومع دعم عسكرى من تركيا وإيران رغم كل التناقضات الدينية والسياسية التى قد تشعل حربا بين السنة والشيعة؟!..إن الفرصة الآن سانحة لتضع تركيا أقدامها في قلب دول الخليج كما أن أطماع إيران في العالم العربى واضحة وصريحة..إن الأمر المحير الآن هو موقف الإدارة الأمريكية ولها قاعدة عسكرية أخرى في الدوحة أى اننا أمام جيوش وقوات من أكثر من دولة والجميع له مصالحه وهناك الطرف البعيد القريب وهو إسرائيل..فماذا تفعل دول الخليج مع كل هؤلاء ولكل طرف حساباته وأطماعه..إن هناك تناقضات وحساسيات في المواقف بين أمريكا وإيران وبين إسرائيل وإيران وبين تركيا وإيران فهل يلتقى الأعداء على ما بقى من الغنائم في المنطقة أمام ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن..إن أمير قطر دفع الآن بالمنطقة كلها إلى مواجهة كارثية.