رنا نجار 

فاجأ الفنان الفلسطيني المقيم في لندن عمر كمال، جمهور مهرجانات بيت الدين في الليلة الافتتاحية أول من أمس، بأدائه المتمكّن والحيوي والرومانسي، وصوته الجَهوري الممتلئ المتهادي.

فاللجنة التنظيمية للمهرجان التي تتميّز بتنــظيمها الفائق سنوياً تحرص على انتقاء برنامج راق يليق بجمهورها الذي يثق بها، كسبت الرهان بمنح هذا الشرف لفنان شاب يبلغ من العمر 25 سنة فقط. كثيرون استخفوا بهذا الاختيار خصوصاً في الافتتاح الذي يحييه عادة كبار النجوم العالميين، لكن «فرانك سيــناترا فلسطين» الذي يعرفه اللبنانيون من خلال نشيد «موطني» (كتابة ابراهيم طوقان وتلحين محمد فليفل عام 1934) عبر فيديو كليب نشر على «يوتيوب» حاز 434.632 مشاهدة حتى الآن، أثبت في مهرجان عريق أنه فنان قدير ونجمّ لامع ينتظره مستقبل باهر، ولا يقلّ شأناً عمَّن غنى لهم البارحة مثل عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومايكل جاكسون وملهمه فرانك سيناترا. فهو بدأ خط الاحتراف منذ سنة ونصف السنة فقط، وأول ألبوم له صدر نهاية 2016 بعنوان «Serenade»، فكيف سيصبح بعد خمس أو عشر سنوات وهو يمتلك صوتاً يمثّل آلة موسيقية بحدّ ذاته، ويغني بانسياب تام يسمح له التنقل بسهولة وبراعة بين النغمات الشرقية والغربية والأغنيات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية، وموهوب في التوزيع، ويعزف البيانو، ويؤلف أغانيه مثل «Fire» التي أداها في حفلة بيت الدين بإبداع.

استطاع المهندس المعماري المتخرّج من جامعة كارديف البريطانية، أن يأسر حوالى ألفي شخص (كباراً في السنّ وشباباً ومخضرمين) ويحبس أنفاسهم مدّة ساعتين من الوقت مدّدهما نزولاً عند رغبة الناس التي بقيت تصّفق له وتطالبه بالعودة الى الخشبة بعد انتهاء الحفلة حتى عاد وكان اختتامها مسكاً مع نشيد «موطني» الذي برع وتفرّد بأدائه بصوت غاضب حالك رومانسي في آن. فهو فعلاً يستحق لقب أجمل من غنى «موطني».

امتلك عمر كمال الخشبة، بجسده المشدود الرشيق، وابتسامته المفعمة بالأمل والطموح، ووسامته ونظراته الرجولية الحادة والواثقة، وأمتعنا بأداء مجموعة من أغاني ملهمه فرانك سيناترا مثل «MY WAY» و«One for my baby» و«NewYork NewYork»، و«Fly me to the moon» التي عندما سمعها وهو طفل غيّرت نظرته للموسيقى وطوّرت احساسه بها وعشقه لها. ثم تنقل بين أغاني دين مارتن و«Mambo Italiano» و«SWAY» k وفريد الأطرش وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وميشال لو غران، ومايكل جاكسون الذي يمكننا القول إنه يؤدي أغنيته «LOVE NEVER FELT SP GOOD» في شكل يضاهي أداء ملك البوب لها، لكونه أعاد تلحين الأغنية ووزعها في شكل جديد. لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما أدى أغنية «يا أنا يا أنا» للأخوين رحباني وفيروز بتوزيع جديد بديع.

يسعى ابن نابلس دوماً إلى إضافة نوتاتٍ وعناصر جديدة على موسيقاه وإلى اختبار موسيقى جديدة. فقد بدأ العمل على إسطوانته الأولى «SERENADE» مطلع عام 2015 مع دايف بيرس Dave Pierce (مايكل بوبلي، ذا فرانك سيناترا إستايت) المنتج الحائز جائزة غرامي والمنتج الأسطورة بوب روك (ميتاليك، جون بون جوفي Jon Bon Jovi، أيروسميث) وتعاون مع طيفٍ من الفعاليّات الدوليّة (بيدرو أوستاش وهيومان نايتشور).

كما تعامل مع أعظم المؤدين الذين عملوا مع مايكل جاكسون وبول ماكارتني وسامي دايفس جنيور. وسجل هذه الإسطوانة الجميلة في لندن ولاس فيغاس ولوس أنجلس وفانكوفر، ولكنّ الأهمّ أنّه سجّلها في استديوات كابيتول الشهيرة في هوليوود.

وفي اختتام الجولة، قام بوب روك وآل شميت الفائز بالعديد من جوائز غرامي (مع فرانك سينارتا وكوينسي جونز وباربارا سترايسند) بدمج موسيقى الأسطوانة التي خرجت إلى الأسواق نهاية عام 2016. ومن هذه الأسطوانة أدى في بيت الدين «ONLY YOU» و«MORE THAN WORDS» و«CAN’T TAKE MY EYES OFF YOU» وغيرها من الأغاني الهادئة الحالمة والرومانسية التي «عندما وقعت على أسماعنا كانت لنا برداً على الأكباد»، كما يقول يوسف الصيداوي.