سمير عطا الله 

تعودت، كل صيف، أن أقدم لجنابكم، سلسلة من الزوايا التي لها طابع الإجازة. ليس بالضرورة «حقيقة»، لكنها بالضرورة بعيدة عما تنقل به اليوميات. وقد بدأت هذه الحلقات قبل أعوام بسلسلة كان عنوانها العام «حكايات الصيف» من أجل الدلالة المباشرة على نوعها الأدبي، وتوضيحاً للإطار الذي تُكتب فيه، وبالتالي، تُقرأ فيه.

وبعدها، تَبعت سلسلة ذكريات بعنوان «مدن الصيف»، وكانت خلاصة انطباعات عن حياة في السفر والإقامة في ديارنا وديار الآخرين. وكانت كلمة «الصيف» هي مفتاح السرد. وهذا العام، طابت أعوامكم بكل فصولها وعموم أيامها، اخترت، بعد تردد، أن أكتب عن النجوم العرب والأجانب، الذين التقيتهم، أو عرفتهم. أقول «بعد تردد» لأنني مدرك أن الزمن تجاوز بعض الأسماء. ومن كان ألمع اسم في هوليوود، وأشهر وجه في العالم، هناك جيل - أو أكثر - لا يعرف عنه شيئاً الآن. وأتمنى، في هذه الحال، العودة إذا أمكن إلى «غوغل» من أجل تقييم أفضل لأصحاب الذكر والذكرى.
أدرك أنني أواجه مشكلة أخرى. وهي أن السينما لم تكن متوافرة في دول عربية كثيرة. ومن كنا نعتبرهم نجوماً كباراً، أو كبار النجوم، في لبنان ومصر وسوريا، مثل ريتا هيوارث، وافا غاردنر، وغريغوري بك، وتيللي سافالاس (كوجاك)، قد لا يعنون الكثير لعرب كثيرين. ولذلك، سوف أحاول شيئاً من الشرح، بحيث أوضح لغير المطلعين، ولا أكرر على العارفين.
وبسبب طبيعة عملي في الصحافة السياسية منذ البداية، لم أتعرف إلى عدد كبير من النجوم العرب. لكن ثمة مادة لا بأس بها للكتابة عن فاتن حمامة وعمر الشريف، وفيروز ووديع الصافي، مع تحيات خاصة إلى الصديقة العزيزة يسرا. وقد أصبحت يسرا تمثل الآن الجدة، بعد أعوام طويلة من فاتنة الجماهير وعزباء الشاشة. وقد صدمنا من قبل عندما رأينا فاتن حمامة تقوم، للمرة الأولى، بدور الجدة هي أيضاً. فالمشاهد يعتقد أن السنين تعفي النجوم من العد، وتتجاهل التوقف عند شرفاتهن المزهرة.
لكنها - السنون - لا تفعل. وذات مرة كنت على موعد في فندق سميراميس، القاهرة، مع عبد المحسن القطان وهاني الهندي ومجموعة من الأصدقاء. وكانت هناك سيدة «قليِّلة» (باللهجة المصرية)، سلمت عليها سلام الغرباء وجلست. وأنقذ عبد المحسن القطان الموقف بكلمة واحدة: فاتن! فأخذت أعتذر بجميع اللهجات واللغات. لكن فاتن لم تتجاوب. مَن يمكنه يا غبي ألاَّ يعرف سيدة الشاشة؟