خالد أحمد الطراح

بعد 11 يوما من تصريح محمد الجبري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة للبلدية (2017/6/27) عن «خلو الكويت من التطرف»، صدر تصريح صحافي من مدير مركز الوسطية التابع لنفس الوزارة في 2017/7/6 (القبس) حاملا تحذيرا عن الإرهاب بالقول «إن سقوط تنظيم داعش الإرهابي لا يعني اختفاء الإرهاب وأفكاره المتطرفة».


الأحد عشر يوما تشمل سبعة أيام عمل، لكنها تضمنت خبرين متضاربين، حيث أكد الوزير «خلو الكويت من التطرف»، وأن وزارات الدولة ليست مكانا للعمل الحزبي، وأي متحزب عليه «الجلوس في البيت»، ما يعني أن العمل الحزبي المنزلي مسموح فيه والمحظور هو أي نشاط فردي أو جماعي للمتطرفين أو من يدعون إلى التطرف في وزارات الدولة. بينما مدير مركز تعزيز الوسطية عبدالله الشريكة أكد على أن «استمرار التطرف وظهور جماعات متشددة جديدة أمر وارد، وأن الوزارة مستمرة في محاربة كل الأفكار المتشددة والتكفيرية في شبكات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية بمكافحة الإرهاب»!
تصريح الشريكة يعني أن هناك مصادر تكفيرية وإرهابية في الكويت، وهو ما استلزم وضع آلية للتصدي له، بينما تصريح الوزير يشير إلى النقيض!
كيف لنا أن نطمئن؟ هل نطمئن بخلو الكويت من التطرف بناء على تصريح الوزير، أم نقلق من احتمالات واقعية بأن مصادر الإرهاب لم يتم اجتثاثها عالميا وفي الكويت أيضا بموجب رأي مدير مركز الوسطية؟!
رأي مدير «الوسطية» أكثر قربا للواقع، لذا الأمر استلزم أن يضع مركز الوسطية التابع لوزارة الأوقاف آلية عمل للتصدي للفكر المتشدد والغلو ومصادر الإرهاب، وتم اختيار مدير المركز من قبل وزارة الخارجية لتمثيل الكويت في برنامج الزائر العالمي للقياديين في أميركا، بينما تصريح الوزير جاء منافيا للواقع العالمي والمحلي!
من هم ضحية عدم وضوح الرؤية؟ الضحية ببساطة الشعب الكويتي وكذلك أبرياء العالم بسبب غياب التعريف الرسمي للإرهاب حتى بلغ الأمر إلى أن الوزير جزم «بخلو الكويت من التطرف» بينما مسؤول آخر في الوزارة يؤكد عدم خلو الكويت من التطرف!
لا بد هنا من التذكير بفشل وزارة الأوقاف منذ نشأة مركز الوسطية والإنفاق من المال العام على مؤتمرات ونشرات ومستشارين لم تستفد منهم الكويت إطلاقا، باستثناء من جال العالم على حساب الخزانة العامة بحجة تصدير الوسطية، بينما الواقع برهن على عدم الإنجاز واستفادة جماعات محددة من المال العام من دون تحقيق أهداف الوسطية وهي جماعات حرة طليقة!
التطرف ليست له مدارس لكن له مصادر وجماعات ترعاه وتُصدر الإرهاب والقتل باسم الدين، بيد أن وزير الأوقاف له رأي مختلف عن قلق العامة من الشعب والحكومة في الكويت!
السؤال الأهم هل وزارة الأوقاف على استعداد للكشف عما لدى الحكومة من معلومات عن مصادر الإرهاب في الكويت بشكل واف حتى تتم مناقشتها في أميركا؟ هل لدى الوسطية استراتيجية عمل وخطة إعلامية؟
إذا كانت هناك استراتيجية وخطة إعلامية فلا بد من نشرها حتى يصبح الشعب شريكا في تحمل المسؤولية في التصدي للتطرف والغلو.
ربما تصريح الوزير عن خلو الكويت من التطرف يقصد فيه تشجيع أفواج السواح القاصدين «السياحة العائلية» بالكويت خلال العطلة الصيفية، خصوصا أن الطقس مناسب جدا!
واقعنا كالمثل العراقي «عرب وين.. طمبورة وين»!