جاسر عبدالعزيز الجاسر

في البداية، لابد من تهنئة العراقيين جميعاً والعرب وكل المسلمين على ما حققه العراقيون، العراقيون وحدهم وبتغطية جوية فقط من قوات التحالف الدولي، بتحقيق النصر النهائي على تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يطمح لإقامة دولة الخرافة في العراق، بدءاً من الموصل فيحاء الشمال العراقي، إلا أن الأشاوس والأبطال من العراقيين من قوات مسلحة ضمت رجال الجيش وقوات مكافحة الإرهاب ورجال العشائر العربية، وبعد تسعة أشهر تم لهم تحقيق النصر الكبير الذي تم بأيدٍ عراقية خالصة بعد إبعاد منتهزي الأوضاع التي صنعوها في العراق عبر عملائهم من المالكي والعامري والمهندس وغيرهم من قادة المليشيات الطائفية، وبدلاً من استعراضات جنرال الإرهاب قاسم سليماني و»رقصه» في المدن والجبهات العراقية بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، احتفل العراقيون وعبر رئيس حكومتهم حيدر العبادي بعد تحقيق نصر نينوى، إذ جسد احتفال وإعلان حيدر العبادي ابن العراق العربي الأصيل البعد العراقي لهذا الانتصار الذي صنعه العراقيون، ولا مجال للطائفيين ادعاء تحقيقه، وحتى المشاركة به، مثلما كانت توحي «رقصات» قاسم سليماني سابقاً.

هذه المرة كان الميدان مقصوراً على رجالات العراق، الذين عليهم أن يستمروا في تثبيت الصورة العربية ووجه العراق الأصيل، بألا يتيحوا لتنظيم إرهابي آخر أن يحل محل تنظيم داعش الإرهابي، فالعراقيون لا يريدون أن يروا فعلاً آخر للطائفيين بأن ترث دولة ولاية الفقيه دولة الخرافة التي قبرها العراقيون في الموصل، إذ إن كلتا الدولتين تنبعان من فكر واحد، فكر الإرهاب والتطرف، وكلاهما منتج واحد لمن خطط وسعى لإضعاف المسلمين، وبالذات المسلمون العرب؛ سواء في العراق أو سوريا.

واليوم مع احتفالات العراقيين ومعهم كل العرب المسلمين يعلم العراقيون أنهم قد بدأوا فعلاً مسيرة العودة إلى مكانهم الطبيعي، كدولة عربية مهمة بشرط أن يبعدوا عملاء من يريدون ويسعون لتدميرهم بالتفرقة بينهم، وأنهم ما كان لهم أن يحققوا الانتصار على دولة الخرافة إلا بعد الاعتماد على الله أولاً ثم على أبنائهم الذين أبعدوا الصور المشوهة الطائفية من مشهد الانتصار ليؤكد عودة العراق إلى مكانته الطبيعية، كدولة عربية إسلامية صحيحة التوجه والاعتقاد، ولن تقبل الانتقال من خرافة طائفية إلى أخرى مشابهة، وإن تغيَّر المذهب.