علي أحمد البغلي 

بعد 9 أشهر من المعارك بين الجيش العراقي وجنود التحالف، والميليشيات الشعبية المساندة، أعلن رئيس الوزراء العراقي زوال دولة الخرافة الإسلامية (الخلافة الإسلامية منها براء) أو «داعش» في الموصل.
وقد ارتكب «داعش» وأنصاره فظائع بشرية في تلك المدينة المتحضرة، لم يرتكبها جنود هولاكو أيام زمانه في البلدان التي غزاها، فقد قتلوا الرجال على الهوية، واستعبدوا النساء والأطفال، وعاملوهم كالسلع الرخيصة، وكان جل اهتمامهم وتركيزهم على المتع الحسية بطريقة لا يقرها إنسان ولا حتى بعض الحيوان!

عملية تحرير الموصل من دنس أولئك الأوباش، نجم عنها تسوية آلاف المنازل التي بنيت منذ قرون بالأرض، وإزهاق آلاف الأرواح.. الأمم المتحدة تقول إن 920 ألف مدني فروا من منازلهم منذ بدء العملية العسكرية في أكتوبر الماضي، وما زال ما يقرب من 700 ألف شخص نازحين.
أحدهم تساءل يوماً ما عن سبب عدم رؤيته لجثث عتاة «داعش».. له ولغيره الكثيرين من المتعاطفين مع هذه الوحوش البشرية، لكنهم لا يجرؤون على التصريح بهذا الإعجاب، لأنهم سيخرجون من عالم الإنسانية والبشرية عندئذ، نسوق هذه الأخبار التي أوردتها وكالة رويترز، الكافرة بنظرهم، التي قالت: إن رائحة الجثث المتحللة في شوارع الموصل هي تذكرة حية لحرب الشوارع الضروس التي دارت على مدى 9 أشهر لطرد الدواعش، وشاهد مراسل
الوكالة 7 جثث في زقاق قرب ضفة النهر الذي وصل إليه المتشددون الأحد الماضي في محاولة للفرار..
قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن سامي العارضي يقول: إن المسلحين رفضوا الاستسلام. وقال: إن الاشتباكات قوية. وقال إن مقاتلا داعشياً قال بصوت عال وهو محاصر مع شرذمة من جماعته «ما نسلم.. إحنا نريد نموت..»!
***
والشيء بالشيء يذكر، فبمناسبة اندحار «داعش» في العراق وسوريا، خرج علينا أحد السفراء قبل مغادرة وفد الكويت المشارك في مؤتمر التحالف الدولي ضد «داعش» الذي انطلقت أعماله الإثنين الماضي في واشنطن بالقول «إن الكويت قدمت مقترحاً بهذا الشأن بهدف وضع آليات تأهيل ودمج هؤلاء المقاتلين في مجتمعاتهم بعد خضوعهم لمحاكمات عادلة»، ونحن نقول لسعادة السفير هؤلاء لن يطهرهم من أفكارهم وجرائمهم المقززة التي ارتكبوها «ولا ماي زمزم» حسب القول السائد.. واعتقد أن من على هذه الشاكلة لن ينفع معهم إلا أمر شبيه «بغوانتانامو» سيئ الذكر. وحسابهم عسير مع مسانديهم بالأقوال والأموال يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وسيحشرون جميعاً بمشيئة الله في نار جهنم لأبد الآبدين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.