«شيكاغو تريبيون»

ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين، علّقت صحيفة «شيكاغو تريبيون» على تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش». انتصار قالت إنه ينتزع من أكثر تنظيم ترهيباً في العالم أي أمل في خلافة إسلامية في قلب الشرق الأوسط، ويمثل «انتكاسة» لمنظمة مصممة على قتل المدنيين الأميركيين والأوروبيين أينما وجدوا، معتبرةً أن الحكومة العراقية تستحق الإشادة عن هذه اللحظة التاريخية، لكنها تلفت إلى أن هذا النصر يطرح على بغداد تحدياً جديداً، ألا وهو ضمان عدم عودة «داعش». وتابعت الصحيفة تقول إن القتال سيتواصل في بضع مدن وبلدات صغيرة مازال «داعش» يبسط سيطرته عليها، لكنها أشارت إلى أن القوات العراقية تحاصرها وقد تتمكن من تحريرها في غضون أشهر. وعلى غرار ما حدث من قبل، تضيف الصحيفة، فإن القوات العراقية ستحصل على مساعدة حاسمة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. غير أن «منع داعش من أن يعود ليشكل تهديداً وجودياً في العراق لا ينبغي أن يقع على كاهل الولايات المتحدة»، وإنما على الحكومة العراقية والعراقيين.

الصحيفة عبّرت عن أملها في أن تكون الحكومة التي يقودها الشيعة قد استخلصت الدروس من سقوط الموصل في خريف 2014، مشددةً على ضرورة احتضان السنة وعدم تهميشهم، ومعتبرةً أنه إذا كان رئيس الوزراء حيدر عبادي لا يرغب في عودة «داعش»، فعليه أن يُقنع سُنة العراق بأن لديهم مكاناً في العراق. وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الزعماء في بغداد يتحدثون عن توجه نحو اللامركزية، التي سيتم بمقتضاها تقاسم ثروة البلاد النفطية بشكل متساوٍ بين المحافظات. كما أشارت إلى حديث عن أن العراقيين سيحصلون على سلطات أكثر لتوفير أمنهم الخاص على مستوى المحافظات، وهو ما يعني أن المناطق ذات الأغلبية السنية ستحصل على نصيب عادل من موارد البلاد، ولن تضطر للاعتماد على القوات الحكومة المركزية في تأمينها وحمايتها. ولئن اعترفت بأن الفكرة مثيرة للاهتمام وتبعث على التفاؤل، فقد أكدت أن حديث العبادي عن المصالحة مع السنة ما زال مجرد حديث.

كما سيتعين على العبادي إعادة إعمار معظم الموصل التي تحولت إلى أنقاض. وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستطيعون المساعدة في إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، وفي إعادة الاستقرار والأمن إلى المناطق التي مزقتها الحرب. غير أنه في ما يتعلق بخلق مناخ مستوعب لجميع مكونات المجتمع العراقي يحصِّن العراق من نسخة جديدة من «داعش»، فإن «مسؤولية ذلك تقع على عاتق بغداد».

«واشنطن بوست»

صحيفة «واشنطن بوست» أفردت افتتاحية عددها ليوم السبت للتعليق على اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ نهاية الأسبوع الماضي. الصحيفة اعتبرت أنه «ليس من الخطأ» أن يلتقي ترامب مع بوتين، مبديةً اتفاقها مع ما صرّح به وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عقب الاجتماع الذي دام ساعتين ونيف، من أنه يتعين بالنسبة للقوتين النوويتين الأكبر في العالم أن تتحاورا مع بعضهما بعضاً، كما فعلا إبان الحرب الباردة. وأضاف أن الزعيمين تباحثا حول موضوعين رئيسيين يمكن للتعاون فيهما أن يكون مفيداً للجانبين معاً: الحرب في سوريا، وعدم التدخل في الانتخابات الأميركية المقبلة. وبخصوص هذين الموضوعين، قالت الصحيفة إنه «سيكون من المفيد أن يشرع البلدان في الاشتغال على قواعد للحرب السيبرانية، مثلما فعلا من قبل حول سبل التقليل من خطر نزاع نووي. ووفق الصحيفة، فإن هذه القواعد قد تشمل تعهدات بعدم التدخل في الانتخابات المقبلة وطرقاً لاختبار تلك التعهدات». غير أن مثل هذه المساعي التي تنظر إلى الأمام وتتطلع إلى المستقبل لا يمكن أن تلغي التحقيقات الحالية التي يجريها الكونجرس ومكتب التحقيقات الفدرالي في أعمال روسيا السابقة. كما اعتبرت أنه سيكون من الإيجابي أن يتعاون البلدان من أجل مستقبل سلمي لسوريا التي مزقتها الحرب. ونقلت عن تيلرسون قوله إن الزعيمين تباحثا حول «اتفاق خفض التوتر» الذي تشارك فيه الأردن أيضاً في منطقة في جنوب غرب سوريا، معبِّراً عن أمله في تعاون أوسع نطاقاً قائلاً: «إن أهدافنا عموماً متشابهة». لكن الصحيفة علّقت على ذلك بالقول إن بوتين كان دائماً مهتماً بدعم نظام بشار الأسد القاتل وكان يتعاون مع إيران للقيام بذلك، هذا في حين أن الموقف الأميركي يعتبر أن السلام الدائم سيكون مستحيلاً طالما بقي الأسد في سدة الحكم. ومع أنه لا الرئيس باراك أوباما ولا الإدارة الحالية كانا مستعدين لدعم ذلك التقييم، فإنه «لا يزال تقييماً صحيحاً».

«نيويورك تايمز»

صحيفة «نيويورك تايمز» أفادت ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين، نقلاً عن وسائل إعلام روسية، بأن الحكومة السورية تعاقدت مع شركات روسية خاصة مرتبطة بالكريملن، لتنفيذ عمليات لحساب نظام الأسد في سوريا، مقابل حصول تلك الشركات على حصة من النفط والغاز والمعادن المنتَجة في المناطق المنتزعة من المعارضة. وإذ أشارت إلى أن المرتزقة والمتعاقدين الخواص ليسوا شيئاً جديداً في نزاعات الشرق الأوسط، فقد اعتبرت أن إرسال قوات أمنية تابعة لشركات خاصة للقتال من أجل غنائم في بلدان أجنبية إنما «يضفي بعداً خبيثاً على نزاع قبيح أصلاً». واستناداً إلى موقع «فونتانكا» الإخباري الروسي، أشارت الصحيفة إلى أنه من بين الشركات الروسية «إيفرو بوليس» العاملة مع شركة أمن خاصة تدعى «واجنر»، وهي مرشحة للحصول على نسبة 25% من النفط والغاز الطبيعي اللذين يتم إنتاجهما في المناطق المنتزعة من تنظيم «داعش». هذا بينما حصلت شركة روسية أخرى تدعى «ستروي-ترانس-غاز» على حقوق استغلال الفوسفات وسط سوريا، مقابل تأمين المنطقة.

الصحيفة قالت إن المرتزقة كانوا دائماً موجودين، وإن المتعاقدين العسكريين الخواص لعبوا دوراً مهماً إلى جانب القوات الأميركية في أفغانستان والعراق. كما قالت إنه يمكن للمرء أن يتوقع من روسيا، التي تدعم النظام السوري منذ بداية الحرب الأهلية رغم الاحتجاجات الأميركية والأوروبية، أن تلعب دوراً في استئناف إنتاج النفط واستخراج المعادن في ساحات الحرب السابقة. وهو ما يمثل طريقة يمكن لروسيا أن تعزّز بها وجودها في سوريا، التي تتنافس فيها مع إيران على النفوذ بعد الحرب.

ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن صفقة «إيفرو بوليس» تتجاوز فكرة تعهيد وتفويض مهام الأمن أو إعادة الإعمار في بؤر ساخنة إلى متعاقدين خواص. وإذا كانت محاربة «داعش» وحرمانه من الوصول إلى النفط قد يكون في مصلحة الجميع، فإن تحويل القتال إلى تهافت وتدافع من قبل المتعاقدين الخواص لجني المال هو «أسلوبٌ خطير ومنحط»!

إعداد: محمد وقيف