أكدت مصادر متطابقة، أمس الخميس، أن قطر تلعب في هذه الأثناء دور الوسيط بين ميليشيات «حزب الله» اللبناني، و«جبهة النصرة»، لفك الاشتباك بينهما وخروج مسلحي الجبهة من تلال عرسال على الحدود اللبنانية السورية، مشيرة إلى تصريح مسؤول «جبهة النصرة» أبو مالك التلي، الذي وافق على مغادرة تلال عرسال بشرط أن يحمل كامل أسلحته، وهو ما رفضته ميليشيات «حزب الله» التي تسعى إلى السيطرة على تلك المنطقة لما لها من أهمية استراتيجية لإيران. 

ويتصاعد التوتر في عرسال، بالتوازي مع نشر «حزب الله» المزيد من المجموعات العسكرية في المنطقة المحيطة بمراكز تجمُّع المسلحين في الجانب السوري من الحدود، واستنفار إضافي أوسع لمنع أي محاولة من جانب المسلحين للفرار باتجاه الأراضي اللبنانية. وقالت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية، أمس، إن جانباً من الوساطات التي جرت في هذه القضية شاركت فيها قطر، وقالت إن «جبهة النصرة» لا تزال تتمسك بشروطها لاعتقادها أن قطر قادرة على تليين موقف «حزب الله». كما رشحت معلومات تشير إلى تدخل تركيا وسيطاً في هذه القضية.

ولم تكن الوساطة القطرية لدى تنظيمات إرهابية هي الأولى من نوعها، بل جاء اتفاق البلدات الأربع (مضايا والزبداني وكفريا والفوعة)، بعد صفقة أخرى عقدتها قطر مع ميليشيات إيرانية ناشطة في العراق وسوريا لتحرير مواطنين لها من الأسرة الحاكمة كانوا محتجزين في العراق. ودفعت الدوحة بموجب تلك الصفقة مليار دولار لميليشيات إيران، ونال «حزب الله» الإرهابي نصيباً كبيراً منها.

وتحدثت وسائل إعلام لبنانية، في وقت سابق، عن اقتراب ميليشيات حزب الله من تنفيذ عملية في عرسال، بعد انتهاء المهلة التي قدمها، حسن نصر الله، لهيئة تحرير الشام للخروج من المنطقة.
وصرّح المكتب السياسي لتيار المستقبل، أمس الخميس، بأن ميليشيات «حزب الله» تريد تقديم هدية بمثابة خدمات عسكرية لقوات النظام السوري من خلال المعركة المرتقبة في جرود عرسال اللبنانية. وأكد التيار أن الموقف الرسمي اللبناني يترجمه الجيش اللبناني، معرباً عن رفضه أي محاولة جديدة لاستخدام لبنان ومؤسساته الشرعية، وسيلة لأهداف خارجية، في حين طالب التيار أهالي عرسال بالوقوف خلف الجيش، منوها بمخاطر التحريض والعنصرية ضد اللاجئين والمحاولات تقودها أدوات مشبوهة، لزرع الفتنة والتوتر بين اللبنانيين والنازحين السوريين.