مرسى عطا الله

هذا كتاب أختلف منذ البداية مع عنوانه لأن مصر التى أعرفها وعايشت أزماتها الحادة والصعبة لأكثر من 60 عاما لم يستطع عدو أو صديق أن يسجل عليها علامات الاهتزاز أو الاضطراب التى تواجهها الأوطان المأزومة وإنما على العكس كانت مصر برغم شدة المخاطر قوية وصلدة وعصية على الكسر.

ولكن اختلافى مع الزميل مصطفى بكرى مؤلف كتاب «عشرة أيام هزت مصر» لا يحول دون اعترافى بأنه كتاب مليء بالأسرار والمعلومات والخفايا حول ما شهدته الكواليس السياسية من اتصالات ومناورات فيما بين يوم 23 يونيو 2013 تاريخ الإنذار الضمنى الذى وجهه الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع باسم القوات المسلحة لجماعة الإخوان وبين يوم 3 يوليو 2013 الذى شهد إنهاء حكم الجماعة وإعلان خارطة الطريق.

ويروى مصطفى بكرى وقائع أخطر اجتماع شهدته مصر يوم 22 يونيو قبل ساعات من توجيه الإنذار الضمنى عندما اجتمع السيسى بأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة لبحث كيفية إنقاذ الوطن بعد أن ازدادت الأوضاع احتقانا إثر ورود معلومات مؤكدة عن حشد الجماعة للآلاف من أنصارها فى ميدان رابعة وتخزين الأسلحة فى مكان الحشد وقرر السيسى ومعاونوه أن يواجهوا الدكتور محمد مرسى بهذه الحقائق التى تشى بأن البلاد تتجه إلى طريق مسدود وتوجهوا مباشرة بعد الاجتماع إلى مكتبه فى قصر القبة حيث استقبلهم على مضض وبعد أن استمع إلى آرائهم وملاحظاتهم حاول تصنع الهدوء والقول بأن الأوضاع ليست بالخطورة التى يتحدثون بها، وإنه يعرف تماما أن الجيش سيحمى الشرعية ثم كانت المفاجأة بمناورة بلهاء لتغيير مجرى الحديث قائلا: إننى أطلب الاستعداد لاستقبال أفواج المجاهدين السوريين وجيشها الحر لتدريبهم على أرض مصر تماشيا مع تعهداتى بالعمل على إسقاط نظام بشار الأسد.

وما أكثر الأسرار والحكايات والروايات فى كتاب مصطفى بكرى الذى كنت أفضل أن يكون عنوانه «اهتزت الجماعة ولم تهتز مصر».. وأهلا بكل إضافة ونشر حقائق الأمور!