مرسى عطا الله

3 - منذ أن وقعت أحداث 25 يناير 2011 ونحن أصبحنا فى قلب العاصفة بسبب تمدد وتوحش الجماعات الإرهابية.

والذين خططوا ومهدوا وساعدوا على اندلاع فوضى الغضب العارم فى العالم العربى تحت مسمى الربيع العربى بنوا حساباتهم على أساس أن استراتيجيات الماضى فى غزو الدول الأخرى وفرض السيطرة عليها عن طريق شن الحروب العسكرية واجتياز الحدود الجغرافية لم يعد لها مكان فى عالم اليوم وأن استراتيجيات الغزو والسيطرة وفرض الهيمنة يجب أن ترتكز على اختراق الجبهات الداخلية بدعم قوى الإرهاب وكوادر نشر الفوضي.

ولعل أسوأ ما اكتشفناه بعد أحداث 25 يناير أن كل الجبهات الداخلية العربية جبهات مفتوحة على مصراعيها لمن يريد أن يعبث بها وأن يسيطر على مقاديرها وأن المفتاح لذلك يكمن فى العمل على تعميق حدة الصراعات سواء بين الطبقات الاجتماعية أو التكوينات المذهبية والطائفية والعرقية.. وهذا ما ألمح إليه الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب الأخير عما كان يراد لمصر وشعبها بمثل ما حدث لغيرنا فأزاح الغطاء وكشف المستور!

ولعلنا نتذكر الأجواء المعبأة بكل مشاعر اليأس والإحباط والرغبة فى الهدم والتدمير والانتقام التى غطت سماوات بلادنا وسائر السماوات العربية الأخرى تحت رايات الربيع العربى المزعوم الذى اجتث أنبل وأعظم القيم التى كنا نتفاخر بها على الأمم الأخرى حيث لم يعد أحد يطيق الآخر وإنما يريد قتله أو إبعاده عن الصورة وحدثت أبشع عملية تشويه وتلويث للعقول والمشاعر إلى الحد الذى أصبح العنوان الأبرز هوسعى كل واحد يدعى الثورية إلى هدم وتسفيه أية فكرة يطرحها أحدا غيره.

وهنا تكمن أهمية ما حققناه فى 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو 2013 باعتباره طوق الإنقاذ الذى تفادينا به خطر الغرق والهلاك بفضل هذه الإفاقة وأؤكد أننى فقط اجتهدت من أجل تحليل ما وقع دون غمز أو ألمز حتى نملك أكبر قدرة للسيطرة على الحاضر والاستبشار بالمستقبل وإمكانات تطويره... وغدا نستكمل الحديث.